الثلاثاء، 10 مارس 2020

طارق المحارب ..
11/3/2020

تماضر الخنساء ..

كمْ أشرقتْ بنسائها الأسماءُ
فوقَ السُّطورِ وفي الفؤادِ سخاءُ  !!

جُبْنَ الحياةَ على المكارمِ يمتطي
فعلٌ  لديهنَّ  العُلا  فيُضاءُ

لولا أُلامُ لقلتُ  هنَّ  رجالُنا
و لكمْ تفوَّقَ في المعاشِ نساءُ

تاريخهنَّ رجولةٌ في أضلعٍ
لانتْ فعوَّضَ لينَها الأثداءُ

إذْ أرضعتْ لبنَ الشَّجاعةِ طفلَها
فغدا عليهِ توقُّدٌ  و مَضاءُ

ليسَ الشُّجاعُ بدونِ أمٍّ شأنُهُ
يعلو و إلَّا فالنِّساءُ  سواءُ

نجْلُ الكريمةِ بالكريمةِ شامخٌ
ويداهُ منها في الحياةِ سخاءُ

يسعى لأمرٍ غيرَ هيَّابٍ إذا
خشِيَ النَّهايةَ صحبُهُ الجبناءُ

أوجزْ بذاكَ و عطِّرْ الذِّكرى بمنْ
إخوانُها و بَنونُها  شهداءُ 

تبكي معاويةً بُعَيدَ فراقهِ
و أخاهُ صخراً تلكمُ الخنساءُ

قدْ فارقا فوقَ السُّيوفِ زمانَهمْ
و  همُ  بقافيةٍ  لها  أحياءُ

ترثيهمُ صبحاً وبعدَ ظهيرةٍ
والدَّمعُ يشهدُ لو أتى الإمساءُ

لبني سُلَيمٍ سادةٌ شرُفتْ بهمْ
و همُ بها منْ صُلبِها عظماءُ

يُقرونَ ضيفاً زادَهمْ إذْ جاءَ منْ
حيٍّ  بعيدٍ  دُونَهُ البيداءُ

ولدى الشَّهامةِ همْ بأوَّلِ جيشِهمْ
و رماحُهمْ وسيوفُهمْ بيضاءُ

تُردي الخصومَ إذا تكاثرَ جمعُهمْ
و إذا بها بعدَ الوغى حمراءُ

وهمُ بأرضِ المُكرِمينَ كرامُهمْ
وهمُ بجدْبٍ للغمامِ سماءُ

جادوا فما نضبتْ موائدُهمْ ولا
ولا بخلوا بمَحلٍ مَدُّهُ الأنحاءُ

و الدَّهرُ إمَّا للأنامِ مُفرِّحٌ
أو مُحزِنٌ  وصروفُهُ أنباءُ

هذي خُناسُ لطالما تبكي وكمْ
في  مُقلَتَيها أدمعٌ وبكاءُ

قدْ ودَّعتْ زمناً تقادمَ عهدُهُ
و الجاهليَّةُ غارةٌ ورثاءُ

مذْ أعلنتْ إسلامَها أضحتْ لهُ
سنداً تُؤيِّدُ وحيَهُ الحسناءُ

كمُخضرَمينَ بُعَيْدُ إقبالِ الهدى
جاؤوا و كلُّهمُ  بهِ سُعداءُ

و يطيبُ للأمِّ العظيمةِ أنْ ترى
 خيلاً تُباركُ زحفَها الصَّحراءُ

في موجتَيْ فتحٍ وتحريرٍ مضتْ
ومضى عليها يَسبقُ العظماءُ

فهمُ الفوارسُ منْ صحابةِ مُرسَلٍ
 وهمُ البيانُ إذا حكى الفصحاءُ

قدْ خلَّدوا بلسانِهمْ أيَّامَهمْ
وعلى القصائِدِ يعكفُ الشُّعراءُ

و القادسيَّةُ نصرُ دينٍ أرضُها
 ما زالَ فيها يرقدُ الشُّهداءُ

سعدٌ يُراقبُ سهلَها منْ شرفةٍ
 والحربُ سيفٌ قاطعٌ و دهاءُ

حتَّى تجلَّى صبحُها نَصرا بهِ
منْ كلِّ حيٍّ سادةٌ خُلَصاءُ

قدْ فارقوا الدُّنيا رجالاً همُّهمْ
نشرُ الرِّسالةِ والقضاءُ يشاءُ

أنْ يرتوي بدمائهمْ رمْلٌ لنا
و النَّبتُ فيهِ إذا استطالَ دماءُ

وكما نمى لخُناسَ نصرٌ ساحقٌ
حمدتْ إلهاً أنْ قضى الأبناءُ

أكرمْ بأربعةٍ لها لبُّوا النِّدا
وهْيَ الصَّبورةُ لو بذاكَ عَناءُ

كالمؤمناتِ إذا أُصبْنَ بفاجعٍ
فلهنَّ في ربِّ الأناسِ رجاءُ

يُدرِكْنَ أنَّ الخُلْدَ مأوى صابرٍ
و العيشُ يُذهبُ قاطنيهِ فناءُ

بقلمي ..

عاشتْ تماضرُ جاهليَّتَها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق