الأربعاء، 25 مارس 2020

تشطير لأبيات من قصيدة المتنبي
) أيدري ما أرابك من يريبُ ( 
بقلم جاسم الطائي 
------

) أيَدْري ما أرابَكَ مَنْ يُريبُ(*١
فليس مصاحبا سيفا خطيبُ 
يجعجع بالفعالِ وليس يرقى 
)وَهل تَرْقَى إلى الفَلَكِ الخطوبُ(
)وَجِسمُكَ فَوْقَ هِمّةِ كلّ داءٍ(
وروحُك لات تعجزها الكروبُ 
وقلبٍ راقبَ الأهوالَ دوماً 
)فَقُرْبُ أقَلّها منهُ عَجيب(
)يُجَمّشُكَ الزّمانُ هَوًى وحُبّاً(
تكابرُ فيه حتى لا تجيبُ
فبعضُ الحبِّ بلسمةٌ تداوي
)وَقد يُؤذَى منَ المِقَةِ الحَبيبُ(
)وَكَيفَ تُعِلُّكَ الدّنْيا بشَيْءٍ(
وقد أبليتَ منها ما يُصيبُ
وتلقى الخلقَ بالدنيا عليلا
)وَأنْتَ لِعِلّةِ الدّنْيَا طَبيبُ(
)وَكَيفَ تَنُوبُكَ الشّكْوَى بداءٍ(
وقد أسمعت صُماً ما يطيبُ *١
وما نظر البصير اليك إلا 
)وَأنْتَ المُسْتَغاثُ لِمَا يَنُوبُ(
)مَلِلْتَ مُقامَ يَوْمٍ لَيْسَ فيهِ(
من الحدثان والدنيا سكوبُ 
فتسرجُها وسيفك فيه شوقٌ
)طِعانٌ صادِقٌ وَدَمٌ صَبيبُ(
)وَأنْتَ المَرْءُ تُمْرِضُهُ الحَشَايَا(
إذا اشتاقت له الفرس السهوبُ
فتطرَبُ حين يسرِجُها جموحاً
)لهِمّتِهِ وَتَشْفِيهِ الحُرُوبُ(
)وَما بِكَ غَيرُ حُبّكَ أنْ تَرَاهَا(
تسابق ليس يردعها الهبوب
فليس لمبصر منها خطاها 
)وَعِثْيَرُهَا لأِرْجُلِهَا جَنيبُ(
)مُجَلَّحَةً لهَا أرْضُ الأعادي(
تزلزلُ تحت حافرها الدروبُ 
فعزم الفارس المغوار منها
)وَللسُّمْرِ المَنَاحِرُ وَالجُنُوبُ(
)فَقَرِّطْهَا الأعِنّةَ رَاجِعَاتٍ(
هي البلقاء فارسها النجيبُ
هما الصنوان في عزم تجلى 
)فإنّ بَعيدَ ما طَلَبَتْ قَرِيبُ(
)فأغْزُو مَنْ غَزَا وبِهِ اقْتِداري(
وسيفي ليس يسطرُ ما يعيبُ 
له الحكمُ المؤملُ في الرزايا
)وَأرْمي مَنْ رَمَى وَبهِ أُصيبُ(
)فإنّي قَدْ وَصَلْتُ إلى مَكَانٍ(
ومن غيري سيشرق لو أغيبُ 
---------
*١- ما بين الهلالين للمتنبي ٠
********
د٠جاسم الطائي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق