السبت، 7 مارس 2020

قارئة الحجر

ذهب لقارئة الكف و الأحجار
أبحث عن قلبي و حظي المستتار
أطلع إلى نبأ المستقبل و الأخبار
فقد تهت و تاهت سفينتي و الأفكار
أهو حظي أم أنا سيئ الإختيار

نظرت لي و قالت باختصار
أأنت محتار و مشوش الأفكار
أقبطان  لأمر سفينته محتار
أم عن قلب تبحث بالأشعار
أم تبحث عن طريق لتغير الأقدار

قلت لها أقرئتي طالعي من نظر
أيبدو علي كل هذا الخبر
أرجوكي تأملي لبرهة الحجر
أخبريني أنا مازالت أنتظر
فتبسمت و أخرجت الحجر

قالت سأبدأ بالزمرد
حملته في كف اليد
و نظرت إليه بزهد
قالت قلبك غادر و لم يعد
ذهب و ترك الجسد
في رحلة بحث عن الود
في بساتين الزهور و الورد
عن عاشقة و لا بد
تتلاعب به كالنرد
ترميه فيعود لها يرتد
ألفها و ألف حضن اليد
تركك للحزن وحيد
و أنت بفراقه لم تعهد

إقتربت و قلت لها في رد
ماعدت أهتم إن لم يعد
فأنا للموت قريب كالند
فقد جهزت الكفن و اللحد
فحياتي بدونه لا تعد
آه قارئة الحجر و السعد

ماذا قال لك حجر الياقوت
فأخبريني فإني لا أهاب الموت
فحياتي صارت في كف عفريت

فقالت في حزن و العين دمعت
آه  آه  يا و لدي أنت
سفينتك في البحر جثمت
شراعاتها كلها تمزقت
في مكانها ما أبحرت
غادرتها الأرواح الطيبات
مأوى لكل الخرفات
ستذكرها الحكايات
و أنت حياتك ما هي بحياة
و لا أنت قبطان عدت
لمن ستشكو الآهات
لمن ستحكي أمالك المحطمات
فسماؤك لن تعرف إشراقات
و قمرك لن يضيئ و النجمات
فؤادك صار خربات
تملأه الكوابيس و الآهات
فحياتك كلها نكبات

آه قارئتي ماذا بعد آت
غير الأيام الصاحقات
و نحن أصلا أموات
وما عادت تهمنا الحياة

توقفي اكتفيت من الأحزان
فحجرك لا يسعد بالبيان
إقرئي لي حجر المرجان
لعله يحمل بعض الحنان

قالت يقول لك المرجان
لن تزول عنك الأحزان
فبرجك مفقود منذ أزمان
تاه و ضاع بين الأكوان
كان كوكبا أحمر لون رمان
لون دم و لون أحزان
لا يحمل لك سوى الحرمان
فؤادك أصبح كالجدران
خرابات تسكنها الغربان
فقلبك رحل عنه من زمان
بالخداع و المكر و البهتان
حياتها أرها على كف جان
و سفينتك بدون قبطان
لن تبلغ مهما حاولت الشطآن

فحملت حجر الألماس
و قالت غادرك الإحساس
تجرعت الخيانة ألف كأس
و فقدت أعز الناس
حياتك بالدمار تقاس
أين حبيب الأمس
في أحضانك لا يجلس
أين الحب و الهمس
و سفينتك حطمها اليأس
لن تبحر و لو كنت ذا بأس
    
             ق. عبد الرحمان الجزائري 
                  22  / 10 / 2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق