الخميس، 13 فبراير 2020

أوسلو..ضياع وطن وشعب.. في ليلة نسج الشيطان خيوطها.. كبيت العنكبوت.. تمت مقايضة وطن.. بوهم ووعد.. فكان المزاد السري.. تم فيه االقبض.. وتم فيه البيع... وطن.. مقابل وعود بلا عهد.. فكانت أوسلو.. غسلت سطورها.. بدم الشهداء ودموع الشعب.. فقيادة ثورته..أهدت.. الوطن والأرض للمحتل.. ومسحت جرائمه.. وباركت له الدرب.. وزينت عوراتها وجبنها.. بأكاليل من الزهور وباقات الورد.. وانقلب بقدرة قادر شعارها.. من ثورة حتى النصر.. إلى.. خطى على السجادة الحمراء.. ومسيرة حتى القصر.. فعزفت الموسيقى.. وانشدت الأناشيد.. وبدهاء الثعالب أعلنت.. سلام الشجعان.. وأنها.. انتزعت الحق..كالفرسان.. من دن الضباع..وانياب الهزبر.. وبعونه تعالى.. وحكمة قيادتها.. سادت.. وحققت عليه النصر.. فخدع من خدع.. وقبض من قبض.. وتم إخراس المعارضين.. بالقوة والزجر.. ومرت السنين.. تكشفت عمق المأساة فيها.. فأدرك الشعب.. زيف أوسلو..والخداع.. بحسه الفطين.. فقام بانتفاضة وثانية.. دفع ثمنها..دما وعذابا.. كالعادة.. فقراء الشعب والمساكين.. فحاول السيد التراجع.. حاول دون جدوى.. تصحيح خطأه المبين.. ولكن خطأه قتله.. فخيوط الشباك.. أقوى من قضبان الحديد.. تأبى التراخي.. وتأبى أن تلين.. فقضى.. وشيع بطلا.. بأجمل الأوصاف والخطب.. وأرفع مراسم التأبين.. فغاب.. ولم يغب معه السؤال اللئيم.. لماذا كانت أوسلو..!!؟ لما وقعتها يا سيدي.. وانت الرمز والبطل.. وشعبك من ورائك.. صخرة.. وإن وهنت.. ترفض المساومة والتسليم.. آه..يا سيدي.. رحلت فتوارى معك في قبرك.. كمجدك..الجواب.. توارى ذاك السر الدفين.. اوترحل الأبطال يا سيدي.. وتترك شعبها يتمزق.. بين الشك واليقين..!!؟ بطل رغم الخسارة.. والخطأ.. بطل رغم المرارة والفجيعة اعتبروك.. فبكوك.. وعلى أكتافهم حملوك.. فالناس تعشق أبطالها.. وإن قدموا رأسها لجلادها على طبق من الذهب.. في إتفاق غامض ومهين.. فالشعب.. وإن أدرك.. يرفض أن يدرك.. ويفضل أن يكون من الواهمين.. فالمحب يغفر ذنوب حبيبه.. إن أخطأ أو غدر.. أو كان من المخادعين.. لا لأجل الحب.. وإنما لئلا يعترف.. بخطأه المتواري خلف كبريائه.. وفي أعماق قلبه الحزين.. وتدور الشمس الف دورة..ودورة.. وفي كل دورة.. يتجذر الاحتلال.. يشدد من حصاره.. ويأكل قطعة..قطعة.. من أرض الوطن.. أرض الأحرار.. ارض الأجداد والأبناء.. الحاضرين منهم.. والغائبين.. أمام سلطة..تشجب.. تدعي الشرعية والحكم والوطنية.. وهي مجموعة من الورثة والعاجزين.. تصرخ كالأطفال في الهواء.. وتفاوض.. والمحتل يبلع الأرض.. وتفاوض.. والمحتل يحتكر الماء.. وتفاوض.. والمحتل يبني المستعمرات.. ويصادر حرية الشعب.. وهم..هم.. يضمنون له الاستمرار والأمن.. ويجيدون معه.. اللعب.. والقفز على الحبال.. وإتقان دور المغفلين.. فالسلطة.. ترى ما نرى.. تدرك عقم المفاوضات.. وتستمر في مقايضة الشعب.. مقابل البقاء في كراسي الحاكمين.. والشعب يحاول.. ويحاول.. مقاومة المقايضة والشنق البطيء.. ويقاوم بدمه..بعراء جسده.. وبجلده قوات الاحتلال.. من أجل الحياة.. من اجل الوطن والبقاء.. ويلفظ الخونة والمستسلمين.. ويتململ مدهوشا.. ويتسائل.. أيمكن أن يكون الخطأ.. خطأ..!!؟ أيمكن أن يكون الخطأ..بحجم الخيانة..!!؟ أيمكن أن تكون الخيانة بحجم الوطن..!!؟ أيمكن أن تكون الحرة الجميلة.. عبدة لوثيقة.. وأن تكون فلسطين.. سيارة وعلما.. وموسيقى وقصيدة..!!؟ فيا سادة..يا قادة.. دعوا عنكم المناصب وابتدوا.. برءوا ذمتكم ..وتصرفوا.. وابعدوا الشبهات والظنون.. أعلنوا.. أن الاحتلال.. احتلال لكل فلسطين.. وأنها من بحرها لنهرها..ملكا لشعبها.. يحي ..يموت.. ينكسر..ينتصر.. يكون على أرضه حرا أو لا يكون.. ام انكم على عهدكم .. عبيدا للمحتل والمحتلين..!! فالشعب لا يصدق ما يرى.. الشعب..يسامحكم.. رغم قسوة ما جرى.. فأنتم أبناؤه..يحتضنكم.. يموت من اجلكم.. إن عدتم له.. وكنتم أحرارا من المجاهدين والمناضلين.. غسان دلل


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق