الأربعاء، 12 فبراير 2020

حكايةُ التعساء بعدَ مشوارٍ طويلٍ وَتَعبْ واشتراكٍ في مسيرٍ قدْ وجبْ جلسوا عندَ بناءٍ ذي قبَبْ منهكي الأبدانِ فالكلُّ انْضَربْ بعدَ أنْ قامَ رجائي وشربْ قالَ والجوّ مُغطّىً بالسُحبْ "ما لعيْنيْكِ ليالي تلْتهِبْ مثلَ نجمٍ قدْ هوى ثمَّ احْتَجبْ وأماني ما بكِ اليومَ شَحبْ وجْهُكَ الأجملُ من شمسِ الذهبْ" "دعْكَ منّا يا رجائي مَنْ نَدَبْ لامبالاةَ الأهالي مَنْ وثبْ كَهِزبْرٍ فوقَ حامٍ أوْ كَضَبْ" "لا تقولوا ما عرفنا فالسبَبْ بشعاراتٍ يُنادي في صَخَبْ قدْ مضى عامٌ وعامٌ يُرْتَقبْ وأخينا يتهادى مثلَ صَبْ أوْ كَكلْبٍ يتسّلى بالذنَبْ أوْ كقرْدٍ يتحلّى بالعِنَبْ؟" "كيف ننجو رجائي من كذِبْ؟ أيَّ جرمٍ اقترفْنا أيَّ ذنبْ خبِّروني يا أشِقّائي العربْ هلْ خُلِقنا للأعادي من خشبْ وخُلِقْنا للأهالي من لهبْ؟" "عجبي" قالت منى "ألفُ عجبْ من شعوبٍ حُزِّمتْ مثلَ الحطبْ حُنِّطتْ أمخاخُهم وادٍ نضبْ لا إباءٌ أو شموخٌ أو غضبْ" فجأةً قامَ جميلٌ وَسَحبْ فرعَ زيتونٍ كبير وركبْ فوقهُ ثمَّ كمغوارٍ شَجبْ "إنْ عدوٌ من أراضينا اغتصبْ فركوعُ العُرْبِ حتمًا قدْ طُلِبْ بقلوبٍ من حريرٍ أو قصبْ نفرُشُ الأرضَ لهُ أنّى ذهبْ وسجودُ العُربِ أيضًا مُسْتحبْ كلُّ ما يُطلُبُ منا مُحتسبْ" "بل إذا يومًا قتلْنا أوْ سلبْ يصمتُ الأعرابُ لو دهرًا نهبْ" "ويحَ قلبي" قال سامٌ "دونَ ريْبْ إنّنا نحيا بموتٍ دونَ عيبْ" "إنْ تجبّر" قالَ فتحي "أوْ حجبْ انحلالًا سنُغنِّي إنْ خطبْ" "لِمَ نهوى الظُلْمَ أيضًا والشغبْ" قالَ موسى "والفقرَ واللهُ وهبْ هل فخارُ العربِ ماءُ وانسكبْ لمْ نعُدْ نرقى لما بعدَ الصخَبْ كلُّ يومٍ يا إلهي في عتبْ لِمَ نهوي يا ترى هذا الأربْ بينما يسعى الأعادي كالشُهبْ نتمشّى مثلَ خيلٍ في خببْ أتُرانا قد نسيْنا ما انْكتبْ عنْ سُموٍّ وازْدِهارٍ للعَربْ" فجأةً قامَ رجائي وانْتصَبْ إذْ رأى جيشَ الأعادي يقْترِبْ صادقٌ ما واحدٌ منهمْ هربْ د.أسامة مصاروة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق