الاثنين، 4 نوفمبر 2019

(دمعُ حشا) 

أَرْهَقْتُ قَلْبِي وَ قَلْبِي فِي الهَوَى خُدِشَا
ضُرًّا شَكَا وَ شَكَوْتُ الحُزْنَ إذْ فُرِشَا

شَتَّانَ بَيْنَ فُؤَادٍ حَشْوُهُ قِيَمٌ
وَ بَيْنَ لَحْمٍ حَشَاهُ الكِبْرُ حِينَ حَشَا

قُلْ عَذْبَ شِعْرٍ مِنَ الإحسَاسِ تخْلقُهُ
وَ لَا تَلُمْهُ إذَا عَذَّبْتَهُ عَطَشَا

وَ احْذَرْ مِنَ القَوْمِ إنْ حَاكُوا مَلَابِسَهُمْ
مِنَ الحرِيرِ الَّذِي غَطَّى العُيُونَ غَشَا

تَدْرِي الدُّنَا سِيرَتِي حَقًّا وَ قَدْ عَلِمَتْ
أَنِّي الَّذِي طَبْعُهُ مَا حَادَ مُنْذُ نَشَا

أَنَا الأسَى ذُقْتُهُ مُذْ فَجْرِ مَوْلِدِهِ
وَ الكُلُّ ذَاقُوا الأَسَى لَكِنْ بُعَيْدَ عِشَا

أَنَا الَّذِي مَنْ أَتَى بِالكِبْرِ عَانَدَنِي
أَرْهَقْتُهُ فِي الهَوَى بِالشِّعْرِ كَيفَ يَشَا

سَلْ عَنْ طِبَاعِي يُجِبْكَ الصَّخْرُ فِي كَلِمٍ
كَذَا يُجِبْكَ قَصِيدُ الشِّعْرِ مُرْتَعِشَا

بَعْضُ الخَلَائِقِ إنْ قَزَّمْتَهَا رَكَعَتْ
وَ إنْ نَزَلْتَ بَدَتْ فِي جِلْدِهَا حَنَشَا

وَ تَدَّعِي الوَصْلَ إنْ زَارَتْكَ مَنْزِلَةٌ
فَإنْ كُسِرْتَ رُؤُوسًا مَكْرُهُمْ جَرَشَا

نِفَاقُهُمْ حِينَ عِزٍّ لَا مَثِيلَ لَهُ
جَوَادُهُمْ حِينَ حَوْجٍ جَيْبُهُ انْكَمَشَا

إذَا مَرَرْتَ بِهِمْ حَيَّوْكَ مِنْ حَسَدٍ
وَ الحُزْنُ حِينًا عَلى أَفْوَاهِهِمْ نُقِشَا

يَا زَائِفَ الوِدِّ مَا التَّطْبِيلُ مَفْخَرَتِي
لَسْتُ الذِي إنْ عَلَا مِنْ حُمْقِهِ بطَشَا

وَ لَسْتُ مَنْ يَلْعَقُ الأَرْضَ الَّتِي سُطِحَتْ
رِدَاؤُهُ بَعْدَ خَضٍّ زَالَ وَ انْتَفَشَا

بَلْ إنَّنِي ضَبْعُ غَابٍ إنْ بَدَا أَسَدًا
مِنْ رِفْعَتِي جِسْمُهُ للْمَوْتِ قَدْ جَهَشَا

فَلْتُخْبِرِ القَزَّ أَنَّ الخَيْطَ مُنْقَطِعٌ
إنَّ الحِمَارَ إذَا أَكْرَمْتَهُ جَحُشَا
 

فريد مرازقة - 03 نوفمبر 2019

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق