الثلاثاء، 26 نوفمبر 2019

(أبي ٠٠٠)
بقلم : جاسم الطائي
اللوحة بقلم الفنانة التشكيلية والشاعرة 
ابتسام الروبي
أبي إليكَ حروفي ملؤها الوَجَلُ
تحبو وفي جَنَباتِ الروحِ تَنتقلُ
على مُحَيّاكَ صالَ الدَّهرُ صَولَتهُ
فخطَّ فيها جراحاً ما لها مَثَلُ
تحكي لكلِّ قويِّ الهامِ قصّتَها
وكيف أفْنَت شباباً مَرّ يَشتعلُ
تُسابِقُ العمرَ زرعاً لا حصادَ له
غيرُ الذي قد ترى منّا وتأتَمِلُ
قد ابصَرَتْ فيكَ عيني كلَّ مخمصةٍ
وغَضَّت الطَّرفَ عما تُنكرُ المُقلُ
قرأتُ فيكَ دموعاً لستُ أبصِرُها 
فَكَفْكَفَتها أمانيٌّ ومُنشَغَلُ
حَمَلتَ عَنا همومَ النفسِ قاطبةً
فأثْقَلَتكَ ولم تُعْجِزْك يا بطلُ
ورُحتَ توصي بطِيبِ العيشِ مبتَسماً
وفي فؤادِكَ يَخفى الروعُ والعِللُ
حتى رحلتَ وراحَ الدارُ يُنكرني 
ويُنكرُ الأهلَ والخِلانَ إذ وصلوا
أبي اليك حروفي علَّها تصلُ
كيف اللقاءُ وهل بُعداً سأحتملُ
وكيف يبدو الثّرى تُخفي ظواهرُهُ
ما ضمَّ باطنهُ والعمرُ منسدلُ
أنّى يساوي مغيبُ الشمس مشرِقَها
لكَم رجوتُ ولا ياتينيَ الأجلُ
ساءلتُ عنكَ دموعي لا جوابَ لها 
هل خاصَمَتْني ؟ألا تَشكو وتَنفعلُ؟
ساءلت عنك ظنوني لا يقين لها 
فأعْجَزَت فيَّ قلباً خانَهُ الأملُ
أبي إليك حروفي ملؤها الوجلُ 
فهل ستشفعُ لي يوماً وتكتحلُ ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق