الاثنين، 25 نوفمبر 2019

عـَـــــــــــوْدَة.ٌ
ـــــــــــــــــــــــ
إِذا الشَّمسُ أَدْماها مَساءً غُروبُها
              وأُعْقِبَ باللّيلِ البَهِيمِ مَغِيبُها
فَثِقْ أَنَّ فَجْراً مُشْرِقاً في طَرِيقِهِ
            إليكَ  بِأَبْهى  حُلَّةٍ   تَسْتَطِيبُها
دَهَتْنا عَلى مَرِّ اللَّيالي نَوازِلٌ
       هَوَتْ مِن عَلٍ بِالأَكْرَمِينََ خُطوبُها
وعِشْنا أُسارَى التِّيْهِ سَبْعينَ حِجَّةً
         بِبَيْداءَ، مَرْعَى السَّافِياتِ جَدِيبُها
وقد عُمِّيَتْ كُلُّ الفِجاجِ أَمامَنا
     إلى المسجدِ الأقصى وتاهَتْ دُروبُها
وأَجْلَبَ فيها "السَّامِرِيُّ" بِعِجْلِهِ
          عَلَينا ، وَلا مُوسى لِشرٍّ يَنوبُها
فَلاةٌ حَصاها الذُّلُّ ، والشرُّ رَمْلُها
       ُ، ورعب البرايا عَصْفُ رِيْحٍ تَجوبُها
أَدِلَّتُنا فِيها الغُرابُ بِشُؤْمِهِ
         وَثَعْلَبُها الأخْنى الَأخسُّ، وذِيبُها
بِها مُدُنٌ لِلْحُزْنِ، يَقْتاتُها الَأسى،
          وَيَحْمِلُها الآسِي على ما  يُرِيبُها
أَذَلُّ الوَرَى فِيها بَنُوها لِبَطْنِها،
           وأَكْثَرُهمْ عِزّا وَكَنْزا غَرِيبُها
دَفَعْنا فِداها كُلَّ رُوحٍ مُضِيئَةٍ
            لِتَْرقى، وتَبْقى نائِياتٍ عُيوبُها
غَسَلْنا دُجاها بِالسَّنا أَلْفَ مَرَّة،ٍ
      وَبِالمِسْكِ حَتَّى عَطَّرَ الكَونَ طِيبُها
وَعَادَتْ رَبِيعا مخْمَلِيّا فُصولُها،
               غَنِيّا بِأَنْسامٍ  يَطِيبُ هُبوبُها
وَلَكِنَّها -ياوَيْحَها-لَمْ يَزَل بِهاْ
             جُنونٌ بِمَنْ بِالقاصِماتِِ يُصِيبُها
لشَيْطانِها الأَطْغى الذي سَمَّم المدى
       أناخَتْ بلا شَرْطٍ، فَطابَ رُكُوبُها
أباحَتْ لَهُ مَجْنَى رِياضِ عَفَافِها
               وَلَمْ تَرَ فِيما تَمَّ شَيئا يَعِيبُها
كَأَنَّ بِها مِنْ إِرْثِِ هَارُوتَ نَفْثةًَ
       لها احْتارَ مُذْ أَخْنَتْ عَلَيْها طَبيبُها
فَباءَتْ بسَوطِ العُنْفِ، يُفْرَى إِباؤُها 
          بِوابِلِهِِِ الأَنْكى، وَيُبْلى قَشِيُبُها
وَلَمْ تَمْضِ إِلّا بُرْهَةٌ ثُمَّ باعَها
          لِأَسْيادِه المستعمرينَ أَرِيبُها
فذاقَتْ وَبالَ الأَمْرِ ذُلّا وَحَسْرَةً
     وَحَرْبا طَغى فِي كُلِّ صَوبٍ نُشوبُها
طَوَتْ عِزَّها طَيَّ السِّجِلِّ لِكُتْبِهِ
       وأَمْسى كِأَدْنى قَابِ قَوسٍ غُروبُها
وَهاهِيَ قد ثابت أخيرا لرُشدها
              وصار جَلِيّا خَصْمُها وَحَبِيبُها
 وَهاهِي ذِي تَبْكِي مََآلاتِ ذُلِّها
            وَتُْقْسِمُ أنْ لَنْ تَسْتَمِرّ كُروبُها
وَتَهْتِفُ في سَمِعِ الرّبِيعِ، مُجَدَّدا
           أَلا عُدْ لأرْْضٍ أنتَ أنت نصيبها
وأَنْتَ لها الحادِي بِأحْلامِها التي
           إليها هَفَا شُبَّانُ أرْضي وَشِيبُها
 غَفَوتَ،فأصلانا الشتا زمهريره
             وهَلّتْ عَلَينا بِالرَّزايا حُروبُها
وَحَلّتْ نَواحِينا المَنايا مَرِيرَةً
                مُطَهَّمَةً أَشْكالُها وَضُروبُها
فَعُدْ بِالسّلامِ الفَخْمِ،بِالحُبِِّ،بِالشَّذا
          عَزِيزا لِأرضٍ أَنْتَ حَقّا طَبيبُها
لِتأسُوَ جُرْحاً لِلْكَرامَةِ فاغِراِ 
        وتَصْرِفَ مِنْ أوْصابِها ما يَنُوبُها
فَِإنْ عادَ عَنْ طُغْيانِهِ اللَّيلُ وانْتَهى
         إِلى السِّْلمِ طَوْعا صافحَتْهُ قُلوبُها
وَإِنْ كانَتِ الأُخْرَى فَقُلْ لِلَّذي بَغَى:
           أَلا كُلُّ مَنْ رامَ المَنايا يُصِيبُها
"إِذا لَمْ تِكُنْ إِلّا الأَسِنَّةُ مَرْكَبا
          فمَا حِيلةُ المُضْطَرِّ إِلّا رُكُوبُها"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ2016ـــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق