الخميس، 16 يناير 2020

* خريفُ الكلام ... شعر : مصطفى الحاج حسين. خريفُ الكلامِ يطرقُ بابَ صمتي يقرعُهُ بجنونٍ يجتثُّ أصابعَ بكائي كي لا تتلمَّسَ أحرفَ الدّروبِ في لغتي صحارى الاشتهاءِ وسحابٌ مِنْ دمِ النّدى وبروقٌ من احتشاءِ السّراب يمسكُني الخريفُ من أوراقي يجرفُ أغصانَ الحُلُمِ وتتكسّرُ الغيماتُ في لهيبي يرمقُني الجفافُ باحتقارٍ وسخطٍ والماءُ يشربُ نسغَ لحائي تمطرُ في فضاءِ ليلي خراباتُ الدّهشةِ الوارفةِ أنحني فوقَ يباسِ آهتي أكفكفُ عنها لوعَةَ الخواءِ ترابٌ ينبتُ في الذّاكرة وملحٌ يطفو فوقَ الجراح أستوضحُ شفقَ السّديمِ عن غصّةِ تَعتري سُهوبي والرّيحُ تعضُّ نواجذي يقشرني العراءُ من ضحكتي يتصيّدني هسيسُ بابِ الأفولِ وينضحُ من قامتي الخراب أتهاوى تحتَ وطأةِ قصيدتي أغلقُ على النجوى بُحّة الأشجان وتترامى لي أفلاكُ الرّؤى ترشقني بزبدِ الاحتضار ويحضنُ الحطامُ تنهيدتي يغسلني الغبار بعطرِ البردِ سلامٌ على بلدي التي شرَّدَتْ نبضي وأقفلَتْ على صوتي أجنحةَ الشّمس *. مصطفى الحاج حسين . إسطنبول


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق