الخميس، 16 يناير 2020

شعر د. أحمد محمود "مصباح الكاز" (أرجو من الله عز وجل أن تستمتعوا بقراءة هذا المقطع) المقطع الثالث برد، وريح، وقشعريرة، وأمطار في الأفق المترامي والظلمات الحالكة خيمت عن يميني وعن شمالي، ومن خلفي وقدامي شعرت بالخيمة تعج بالجن، والأشباح، والرعب والموت الزؤام. ناديت وأمي جالسة جنبي: " انطفأت الأنوار يا أمي!!!" عندها تخيلت جدول الضرب يجلدني بكرباج من الأرقام كان جدول الضرب يمثل قمة معاناتي وآلامي من شدة خوفي تدحرج قلبي من بين أضلاع صدري واستقر بين أقدامي وتغلفت حلكات العتمة بستائر من الاسوداد والظلام. هلعت أمي ودوى صوتها، ومن الناحية اليمنى من الخيمة وقفت راسخة كالأهرام حملت سراج الزيت بيدها اليمنى ووقفت كالضرغام قالت:" هيا اذهب يا ولدي واحضر قنينة كاز" من دكان العم سامي. ظلام مخيف وريح صارمة وأمطار شديدة هدت قدرتي على القيام. تخيلت أرتال الجرذ وهي تصول وتجول بين الخيام والأركام الجرذ سباح شديد البأس يمتاز بالعدو السريع كالنمر العوام كان شرهاً، ونهماً وأنيابه سكاكين قد تقضم أصابع أقدامي!!! " أماه إني أخاف من هبوب الريح ومن حفر الظلام." "أماه إن الأمطار تتجمع في حارتنا، والمخيم يتهاوى كالحطام". كانت كل الزواريب مكدسة بالأزبال والأكوام والجرذ في مخيماتنا أقوى من الذؤبان في الآكام. وأخيراً حملت سراجي وارتجفت خطواتي عبر الزحام وجدول الضرب ما انفك يلوح لي بالحزام والصمصام. وإلى اللقاء في المقطع الرابع بقلمي د. أحمد محمود


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق