الأربعاء، 24 أبريل 2019
بسم الله وبه ابدأ.. (إضاءة على نص) المحاولة الأولى وتقولُ أستاذي٠٠٠ للشاعر الكبير صفوان ماجدي ----------------- " وتقولُ أستاذي وأعلمُ أنها تخشى حياءً أن تقولَ حبيبي" وتنَوَّرتْ وجناتها وتوردتْ من فرطِ جمرٍبالفؤادِ لهيبِ وتغض طرفاً بالغرام مكحَّلا يهمي بدمع فائض وصبيب وتقول عفوا سيدي لا تنتقدْ ولهي الشديد ولهفة التقريبِ تلميذةٌ يا سيدي وخجولةٌ لكن عشقك حارقي ومذيبي فاعذر هيامي لا تلمني إنني مفتونةٌ زادَ الهوى تعذيبي فصمتُّ أصغى قولها في حيرةٍ وأضعْتُ في لغة العيونِ دروبي وسكَرْتُ من تلك الرموشِ وخمرها ونبيذها في كأسها المسكوبِ وكتمتُ آاااهاً بالبكاء تحشرجتْ وخشيتُ أظْهرُ زفرتي ونحيبي والله لولاَ مااعتراني من حيًّا لشكوتها ألمي وسرَّ شحوبي وطلبتُ منها أنْ تَرِقَّ لحالتي وتَشُدَّ أزري كيْ تزول خطوبي لكنني آثرتُ كتمانَ الهوى قدْ عاقَنِي خجلي وفَرطُ مشيبي شاعر تونس الخضراء صفوان ماجدي نبذة عن حياة شاعرنا.... الاسم صفوان ماجدي مواليد مدينة الرديف من ولاية قفصة من تونس الخضراء مدرس متخصص في اللغة العربية وآدابها يحب الشعر العمودي ويكتبه على اغلب بحوره لديه ديوان الكتروني و لم يطبع ديوان ورقي يكتب في جميع الأغراض الشعرية يميل إلى الشعر الجاهلي ومتأثر بشعراء العصر العباسي ومعجبا بالشعر الصوفي ينتمي إلى عائلة تجلُّ العلم والعلماء كل أفرادها يعملون في مجال التعليم معلمون واساتذه وجامعيون انتمائه لهذه العائلة كان سببا مباشرا في ان يكون شاعرا وجد تشجيعا من أفرادها على اقتحام هذا الميدان وكان والدَيهَّ رحمهما الله اكثر من شجعه على كتابة شعر العمود.. معاني بعض المفردات.. تنورت /أضاءت..وجناتها/خد .جزء لحمي موجود على جانبي الوجه.. يهمي/يصيب. سال...صبيب/مصدر صب..ولهي /شدة الحب.. هيامي/الجنون من العشق.. مفتونة/شدة الإعجاب.. النبيذ/شراب مسكر يتخذ من عصير العنب او التمر..تحشرجت/تردد صوت النفس في الصدر.. زفرة /تنفس تنفسا حار..النحيب/رفع الصوت بالبكاء..الشحوب/شحوب الوجه تغير لونه.شحوب الجسم هزله وضعفه..أزري/قوتي .ضعفي..الخطوب/المكروه والمصاب..... الموسيقا والألفاظ.. القصيدة شعر عمودي على إيقاع البحر الكامل من أكثر بحور الشعر العربي استعمالا قديما وحديثا آحادي التفعيلة تكرار متفاعلن التي يطرأ عليها زحاف واحد وأربع علل والتي في العروض والضرب ان تأتي متفاعلن ///*// متفاعل ///*/ او متفاعل /*/*/* بروي حرف الباء مكسور وقد جاءت في معظم الأبيات تقريبا الفكرة العامة للنص.. الموضوع غزلي.. محاورة بين أستاذ وتلميذة.. ثنائية جميلة.. من القراءة الأولى للنص ندرك الدقة في السبك والترابط في المعاني بين البوح والكتمان تضاد والاعتراف والنكران تضاد يضعنا الشاعر أمام حالة وجدانية تثير الجدل بين إنصاف القلب أم العقل ومن يشاطر هذا الاعتراف ومن ينكره على الشاعر ولكن الشاعر ابن بيئته وهذه الحالة من صميم الواقع استطاع الشاعر بأسلوب شاعر متمكن من أدواته تقديم الغرض الذي يسعى إليه من بين تلك السطور الأفكار الرئيسية.. البيت الاول .الثاني.الثالث. الرابع حديث الشاعر الخامس والسادس وصف لحالة التلميذة السابع.الثامن.التاسع.العاشر.والأخير الحالة النفسية والحسية للأستاذ الأفكار الفرعيةالاول تصريح. الثاني وصف الثالث حياء الرابع اعتذار. الخامس نار وشوق السادس اعتذار.السابع دهشة وتعجب الثامن تصريح.التاسع الكتمان العاشر الطلب الاخير الاستسلام الكلمة المفتاحية (جملة فعلية..وتقول أستاذي) الحقل المعجمي واللغوي:الأفكار واضحة لبس فيها غموض ولاتحتاج إلى تأويل وحققت الصدق الأدبي الذي تتقبله النفس والصدق العلمي الذي يتقبله العقل من وصف لحالة الشاعر ومعاناته وسعيه الحثيث للإعتراف بانه مدنف ويريد مبادلتها تباريح الهوى وبين وقار معلم ومشيب يفرض الإنكار والدقة في وصف حالة تلميذة من اعتراف وتصريح واحتراق وعذاب ولواحظ تلميذة كيف اضاعت دروب شاعرنا وقد غرق فيهما.. إلا انني اعيب على الشاعر في البيت الثامن.. وسكرت من تلك الرموش وخمرها..ونبيذها .و كاسها المسكوب رغم أن البيت الثامن يفسر البيت السابع لكن هذا يدل مدى تأثر شاعرنا بالشعر الجاهلي ولكن الرسول صل الله عليه وسلم انكره على الشاعر حسان بن ثابت بعد دخوله الإسلام وإن كان لايقصد الشاعر بالخمر والنبيذ والكاس ولكن لو استبدل سكرت بسحرت تشردت..خمرها.رمشها نبيذها جمالها كاسها عطرها ولكن لايعني ان ننكر عليه جمال الصور البلاغية اما التركيب اللغوي مبسط ينال إستحسانا من المتلقي بدأ بفعل مضارع. وتقول استاذي لنذهب معه بخيالنا إلى واقع حقيقي في مجتمعنا ولاسيما الفعل المضارع يدل على الحركة والاستمرارية وقوة النص تقول اعلم .اصغي.. تقول استاذي تصريح .القول واقع بإرادة فاعله..فاعذر هيامي هنا امر طلبي لااستعلاء فيه لاتلمني .لاتنتقد لا طلبية للجزم والنهي تريد ان يلتمس لها الاعتذار في التعبير والإفصاح دون الإستعلاء من الحبيب على مشاعرها التي احرقت وأذيبت في عشقه وعلى هذا من يعاني الصبابة لايلام وكذلك أن ترق. كي تزول. حرف مصدري واستقبال يجعل الفعل المضارع خالص للاستقبال وجملة لكنني( اثرت ) جملة اسمية لتأكيد حقيقة الكتمان القسم (والله لولا)في البيت العاشر للمبالغة في تأكيد الكلام وهي جملة لتاكيد الخير عند النحوين شاهد قرآني (قل وربي.. فلا اقسم) ونجد ان شاعرنا ايضا اعتمد افعالا من الزمن الماضي اي الحب ليس وليد اللحظة والحاضر بل هو من زمن بعيد توردت تنورت سكرت طلبت يدل على روابط هذا الحب الذي بدأ من الزمن الماضي واستمر للحاضر ومازال ونلاحظ أكثر شاعرنا من التنويع في مواقع الضمائر بين المتكلم الياء والمخاطب وهاء الغائب وتاء الفاعل والضمير المستتر استاذي سيدي عشقك خمرها نبيذها أضعت كتمت مستتر واعلم انها..تخشى حياء..تغضي طرفا..هذا الإنتقال بين الضمائر وضعنا الشاعر في حيرة والتدقيق الفكري في هذا الإنتقال الذي اضطر إليه الشاعر لتوضيح دلالة لفظة ولكن نجد انسجاما بين الضمائر وماقبلها في اختيار الألفاظ في الجمل والحروف في الكلمة ومابعدها مخارج الحروف.. توفق الشاعر في اختيار حروفه القوية التي زادت من عدد صفاتها القوية على عدد صفاتها الضعيفة في النص حرف الطاء طلبت فرط خطوبي ..الضاد تغض. اضعت. الظاء. اظهر القاف تقول. تنتقد .حارقي. عشقك. الغين .تغض اصغي لغة .الجيم خجولة تحشرجت خجلي... الباء لهيب وصيب تقريب.الراء تنورت توردت.... الدال دمع شديد .. إذا الألفاظ قوية وجزلة ويحضرنا الحرف (قد)في البيت الاخير لكنني أثرت كتمان الهوى ...قد عاقني (قد)لجأ إلى استخدامها الكثير من الشعراء للهروب من المتابعة في التعبير عن جماليات المعاني والمشاعر التي يريد الوصول إليها الشاعر لينهي القصة الشعرية بأسلوب جزل قوي السبك قد عاقني خجلي من الاعتراف والتصريح هو الخجل والمشيب مااجمل هذه الصورة رغم أنها تعلن عن حقيقة لنهاية هذا الحب الغير متكافئ بين معلم وطالبة فشاعرنا عاد للرشد والصواب والعقلانية بهذا الاعتراف وندرك صدق عاطفة شاعرنا لأنها ليست مستوحاه بل من واقع عاشه ومن يتابع قصائد لشاعرنا لن يجد تشابها بين نص و آخر إلا في نصوص قليلة جدا والتي هي استمرارية لهذه الثنائية الغزلية العفيفة وابتعد شاعرنا عن الاقتباس فقط فيما اشرت سابقا وقد وفق شاعرنا في اختيار ادواته واساليبه وصوره البلاغية لم نجد تكلفا او حشرا هيجت مشاعرنا وقدمها بقالب جديد استقطب الكثير من العقول ذات الذائقة الراقية ومازال في النص الكثير من الدرر ندع للمتلقي استنباطها أ. سلوى ابوهلال( ا. سلوى الملاك)
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق