الأحد، 28 أبريل 2019
في بكور فجر ليلة طويلة أصابه فيها الأرق خرج إلى شرفته وجلس على مقعد خشبي قديم موروث يشرب قهوته وينفث دخان سيجارته يتأمل زهرة عباد شمس كان قد زرعها الجميلة كانت غافية بدأت الشمس في الشروق وبدأت هي الأخرى تنهض من نومها شيئا فشيئا حتى صحت وأفاقت ابتسم لها وابتسمت له قام من مجلسه وعلى عجل ارتدى ملابسه لم يكن متعودا النظر في مرآته ولم يكن متعودا أن يضع أي عطر من العطور التي تملئ بيته ذهب إلى عمله تحدث في السياسة عن الحرية وحقوق المرأة والفساد وعن الانسانية وعن الحب المفقود وعن كل شيء ثم يعود في المساء إلى زهرة عباد الشمس وهي ذاهبة لتنام فيبتسم لها وتبتسم له وفي ليلة استغرقه النوم ورأي في منامه مرآته التي على الحائط تعاتبه أنسيتني؟ استيقظ متأخرا عن عمله ذهب إلى الحائط المعلقة عليه مرآته كان عليها غبار السنين غسلها مرات ومرات ونظر فيها طويلا رأى الشيب قد غزا لحيته والشعر تساقط عن رأسه رأى خريف عمره قد حل لم يحقق شيء في حياته سوى الكلام والكلام وكان يظن أنه المناضل الأوحد في هذا العالم الكئيب من وجهة نظره كان عبدا لفكرته كان عديم الانسانية مع نفسه وعديم الانصاف مع من حوله كان صعلوكا في نظر البعض لكنه كان مؤمنا بقضيته بقلم هشام رضا حسان
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق