الثلاثاء، 2 مارس 2021

حمدان حمودة الوصيف/ حتى لا ننسى وحشية الصهاينة في حربهم على غزة

(حتّى لا ننسى وحشيّة الصّهاينة في حربهم على "غَزَّة")
تَعَالَوْا و انْظُرُوا مَا ذَا يَدُورُ
بِغَـزَّةَ أَيُّــها المَـــلأُ الغَـفـِيـــرُ
ويَا رمْزَ الفَخَامَة وَ المَعَـالِي
وَيَا مَلِكًا، أُجِـلَّ، ويَا أَمِيـرُ
وَيَا عُلمَاءُ قـَدْ صَالُوا وَجَالُوا
ويَا وُزَراءُ ، دَوْرُهُمُو خَطِيـرُ
بـغَزَّةَ إخْوَةٌ بِكُمُ اسْتَجَــارُوا
فَهَل مِن بَيْـنِكُمْ رَجُلٌ يُجِيـرُ.؟
تَوَلاَّهــمُ عَــدٌوٌّ ذُو انـتــــــِقَامٍ
كَثِيرُ الجَيْـشِ، يَمْلأُهُ الغُـرُورُ
فَصَبَّ عَليْـهِــمُو غَضَبًا عَـمِيًّا
وقَتَّـلَهُم ،كَمَا يَرْجـو الكَثِيــرُ
تَعَالَوْا ،شَاهِدُوا، هَذِي عَجُوزٌ
تَعَصَّرَ وَجْـهَـهَا الأَلَــمُ المَرِيــرُ
عَلى فَلَـذَاتهَا إذْ هُمْ : قـتِـيـلٌ
تَعَفَّر أو جَرِيـحٌ أوْ أَسِيـــــرُ
وذَا شيْـخٌ تَحَامَل في زُقَـاقٍ
إلى الرّحْمن يَشْكُو ما يَصِـيـرُ
وقَدْ فقَد العَشِيرَةَ إثْر قَصْفٍ
تدَاعَى منهُ بـيْتـُهم الـحَـقِـيرُ
و تلــك بُنـَيَّـة فـقَـدت أبَــاهَا
تُـكَــرّرُ اسْــمَـهُ وبِـهِ تَــــدورُ
ولَمْ تَعْــلَـمْ بأَنَّــه لاَ يُجِــيـبُ
فَظَلَّت تَسْتَجِيـرُ وتَسْتَجِيـرُ
وذَلك ،بينَ أَنْقَاضِ المبَانِي،
رَضِيعٌ قـدْ تَضَمَّــنَه سَـــــرِيرُ
وآخَــرُ قد حَـمَاهُ أخٌ كـبــير
فَعَــاشَ،مُيَتَّمًا ،وقَضَى الكَبِيرُ
وتلك"عُويلة" اجْتَمَعت بِليلٍ
وبَات الكُلُّ يُنْعِشُهُ سُرُورُ
فأَصبحَ بيــْتُـهَا قَبـْرًا كَـبِيـرًا
وَحَوْل رُكَامِه انْتَشَرَتْ قُبُورُ
و فِي البطْحَاء أطْفَالٌ ،يَتَامَى
تَرَامَوْا طَــابَةً، ولهم حُبُورُ
فَـعَاجلهـم عَدُوُّهُـمُ بِـطَـلْـقٍ
فَخَـرُّوا سُجَّدًا، ولَهُم شَخِيرُ
تَنَاثَرَ منهُـم الجُثمانُ ،حَــتّى
تَأَرَّبَ منهم الجسْمُ الصغِيرُ
دماءٌ طاهِراتٌ، قَـد أُبِيحَتْ
وها... قـد يُسْـتَبَاحُ دَمٌ طَهورُ
و كم من منزِل أضْحـَى يَبَابًا
و أضْـحى تُجْمَعُ منه القُدُورُ
و لم تسْلَم مَدَارِسُـكم ،فَهُدَّتْ
على زُوَّارها، وهُـمُو كَـثِيــرُ
فــمَاذا بعـدَ ذلك يَا رِجَــالُ
و مَا لـَكُـمُ، يُخِيـــفُكُم الحَقِيرُ
فَرُبّ شَهــَادةٍ أَزْكى وأَبْــقَى
و أكْرَمُ ،من حَيَاتـِكُمُ و خَيْرُ
سيَذْكُركم بها التّاريخُ ، حَتْمًا
وبالتّـارِيـخ يَرْتَـبِطُ الـمَصِيرُ
أَ لا هُـبُّوا لِنَجْدَتِهِـمْ سـرَاعًا
وأوْفُوا بالعُهُودِ و لاَ تَخُورُوا..؟
حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)
"خواطر" ديوان الجدّ والهزل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق