الخميس، 15 أكتوبر 2020

جاسم محمد محمود/ ضاعت عناويني

(ضاعت عناويني )
حييت سفحك عن بعد فحييني *١
أنا المُعنَّى وقد ضاعت عناويني
وفي المنافي خطاي استثقلت جزعا
أشكو الى الخالق الهادي ليهديني
من كل بارقة النجوى تمر على
قلبي ولست على الذكرى بمحزونِ
وأنتشي بالذي أبلى وخاطرُهُ
مازال من حرقة الأحداقِ يُبكيني
ذكرى لها من رحيقِ العمرِ أضوعه
فكيف بالعمرِ ميْتاً غيرَ مدفونِ
وكيف بالحُلْم في العقبى وليس لنا
إلا الكوابيسَ حلمٌ غيرُ مضمونِ
جار الزمان على شطآن دجلة إذ
صار النواطير سراقاً بتفنينِ
لهم بكل كتابٍ قصةٌ وضعت
وفي الصحائف إذ تزهو بتلوينِ
قد علموا الدهرَ أن يبدي خوافيهُ
وأرغموا البؤس يعيي بالمساكينِ
فالخبز في بلدي مرٌ مذائقهُ
لكل ذي كلفٍ بالدارِ مأمونِ
وحظه مثل حظي بعض مخمصةٍ
فالشهد في بلدي ما عاد يعنيني
حتى الخلائق قد عاث البغاة بها
-من أين للدار من غوثٍ بهارونِ -*٢
فلا يرى البلبل الصداح مسكنه
بين النخيلِ وقد شاخت بتأبينِ
يا دجلة الخير إني ههنا كلفٌ
وبيننا البحرُ والآفاقُ تغريني
فكيف أشرعُ والامواج عاتيةٌ
وبحر شعري على مدٍّ ويشجيني
وأنت أنتِ عذاباتي أسطرها
إن شئت شئت وإن أعرضتُ ترديني
ملّ التغربُ من شعري وقافيتي
وما مللتُ من الزيتون والتينِ
وعاذل لامني أني رسمتُ لهُ
على البسيطِ جراحي كي يواسيني
---------
*١تضمين مطلع قصيدة الجواهري
*٢اشارة الى الخليفة العباسي هارون الرشيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق