الأحد، 22 ديسمبر 2019

(كتمت هواك)

كتمت هواك حيث فاض به القطر
برغمي فما قد عاد يحتمل الصدر

حنين طوى للصبر رغم تجلدي
ومن لفؤاد الصب إن جنح الصبر

وأي احتمال للحنين ولوعتي
إذا كان شوقي لا يطاق له مر

بقلبي من الحب الذي فاق قدرتي
ومن لي بدفع الحب إن لزم الأمر

تمر بي الأيام أرقب منتهى
لوجدي ولا ماء لديك ولا بر

أواليك مني ما يروق مزيده
فهل لي بما في الحب أوجبه البر

نظمت قصيدي في هواك فما حوى
بعمق شعورى غير ما نثر التبر

تألقت في الإبداع منك وأينعت
قصائد حب لا يقاس بها الدر

إذا قلت شعرا أنشد الدهر عذبه
بيان من الحرف الفريد هو السحر

وما كان لي بالحب إلا تولهي
ونحو سبيل الوصل أرهقني السر

وبي منك ما لا أستطيع لوصفه
وفي القلب منك ما به اتقد الجمر

ولي في مجال العزل معشر فتنة
فكم حاولوا مني ولكن أبى العذر

وقاطعت خلاني بمحض نصائح
مخافة ألا قد يعيد لي البحر

فقلت على رغم المخاوف في الهوى
محال تبيد الريح ما سطر الحبر

فقالوا وماذا تستطيع مع التي
تروغ ولا تبدي ولو نطق الصخر

فقلت دعوها ما تريد فإنني
لمثلي جدير أن يتيه به الفخر

أجاهد أيامي لأدرك للمنى
وأن أرتقي مجدا يطيب به الذخر

وإني لأدري أن موتي قادم
وعمر الفتى بعد الرحيل هو العمر

بحسن لقاء الله ثم بذكره
فبعد رحيل المرء يفتقد الذكر

تموج بي الأيام في ظل عالم
كئيب بما في الناس قد سئم الفكر

كأني غريب بينهم طال همه
بما من غريب الأمر قد سمح الدهر

أعاني وجودي رغم كل مواهبي
وأوجعني بالجهل ما حكم القهر

وإن سفيه القوم أصبح شامتا
وهل من عزاء عندما سخر الغر

فهل ستراني في غد طاب خاطري
وحل ربيع والربى زينها الزهر

مهرت لآمالي العديد ولم أكن
بمن ضن في مجد إذا صعب المهر

أود لأهلي الشرق عودة صحوة
بها  يستعيد العزم ما حجب الفقر

فكم من طموح للمحال طريقه
فكان كمن في الصخر أثمله النقر

فحصل بالصبر المرير مراده
وجاوز ما لا يستطيع له الصقر

فلا خير في عيش الكهوف إذا بدا
جميلا  بعين المرء وافتقد القدر

حياة بها عز  وصون كرامة
تكون وإما أن يروق لي القبر

يفتقد فعل مضارع مبني للمجهول
وافتقد فعل ماض مبني للمجهول
محمد طه عرجون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق