الأربعاء، 25 ديسمبر 2019

هكذا أغنى

...الجرادات...

فوق باب المدينة
خطت رياح الخريف
بلون السواد
....مغلق للحداد
.........................
منذ جاء الخريف
وراء الخريف
وغاب الربيع
بجوف الجراد!!!
منذ أغوى حلوق العطاش السراب
وبلت حناجرها بالتراب!!!
جمدت فى شرايينها
قطرات اللعاب!!
وتشظت وباء!!!
..........................
يابلادى الحبيبة
خلف هذا الجدار
هذه ثروتى
كعكة من حجر!!!
وكتاب قديم رماه بوجهى القدر!!!!
وصدى لرنيم حزين
يشى ببكاء الوتر!!!
وبقايا شراع بنهر رماد
تعملق فيه الخراب!!!
.............................
يابلادى الحبيبة
من هوى فى فخاخى
ولم ينتبه
وارتضى دعوتى للعشاء الأخير
ثم لا يتقيأ هذا المرار.
واكتفى بتصنع طعم السرور
ستلعنه فى الليالى الطويلة
أحلامه
ثم شوك الوساد!!!
.................................
يابلادى الحبيبة
ليس نيلى عكارة هذا المسيل العطن
ليس مرآة عقلى 
وليس مشاعل دربى
ليس زادى وليس صبابات قلبى!!!
............................
يابلادى الحبيبة
الكمنجات تحت ضمادات جرحى
تحن إلى غنوة
تستطيع انتشال العصافير
من قاع حزنى العميق!!!
......................
يابلادى الحبيبة
الجرادات تنهش لحم الأمانى!!!
وتقتل
كل بضع ثوان هزار!!!!
وتفعل
كل بضع ثوان جريمة عار!!!!
.........................
يابلادى الحزينة!!!
الجرادات فى عيدها تحتفى
باحتراق الجرار!!!
بانتحار الظلال!!!
باحتلال الرمال!!!!
باقتسام الحصاد المحال!!!
....................
يابلادى الحزينة
الجرادات نسل
القطيع الجديد القديم.
لا تزال تنادى بدين القناعة.
يالبؤس البلاد
أنهكتها الضراعة!!!!!!

طه على ابراهيم......

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق