السبت، 18 مايو 2019

أشواق متأججة !! ========= حسام الدين بهى الدين ريشو ============= كان غريبا حتى عن ذاته تكاد الغربة أن تحرقه مَنْفِي بإرادته في معتقل الوحدة يحاصره إحباط يُدثر وجنتى ليله ونهاره مدفون في ثري الحنين تحت سقف أحلام بلا أجنحة تحتويه ظلمة الغسق ؛ حتى في وضح النهار يعانى جراح الفقد فلا رفيق سوى حزن دائم ينمو في شرنقته شيئ ما ! حنينٌ لأنثى أنثى ليست كالاناث أنثي من ترانيم الحروف من لغة النور ! من عطر زهرة برية لم يلمسها أحد من همس الشعر !! تتمزق روحه كأوراق ذابلة بحثا عنها يبدو لك كثيرا ككلمة وحيدة تخلت عنها جملتها فصارت بلا معنى كثيرا ماينسى أنه مازال حيا تسحقه ستائر الضباب نارا ودا مفقودا رجاء لايمل مع خيبة اشتهائه لأمل يبدو سرابا لكن رائحة الأمل جاءت في اللحظة الحرجة ترمم مايتصدع منه ؛ عند اقترابه من هوة اليأس . يركض بها في فضاء السراب اللامتناهى ! في أمسية شعرية جاءه مخاض اللحظة التى يترقبها رآها ذات قصيدة عندما جاءت جلسته بجوارها كانت شقراء كحقل السنابل أنثي يتموج نورها حول وجهها الأشقر بدت له كزهرة يتضوع عطرها في الأجواء رقيقة للغاية ؛ بسحر طاغ يأخذ بالألباب كانت تضع على حجرها مجموعة من الكتب لمح من بينها ديوان شعر ل " نزار " نظر إليها محييا .. فألقت مقلتيها جمرها في عينيه ! سألها : هل تحبين الشعر أم تعشقين نزار ؟ بدت أكثر دلالا مما يتحمله قلبه وهى تجيب : وأحب من يحبهما !! لقد رأيتك من قبل هنا . . في مرة ما كانت معك رواية "ذاكرة الجسد " . وددت لو اتعرف عليك لأستعيرها منك ؛ لكن حيائي منعنى ! انتابه إحساس بصرخة شوق ساعتها لم يتمكن من فطام قلبه عن التعلق بها ؛ رغم أن نظرات عينيها كانت طعنات تصيب قلبه اليتيم .الا انه كان يتلذذ بها وتتقطع أوصاله فيصاب بالخرس وهو يرى أطياف حلم طالما أرهق روحه تحت سطوة الأشواق التى تهزه . نظر في ساعته ثم إليها وقال محاولا اقتناص الفرصة : هل لنا في دقائق تكتب فيها خطانا معا افتتاحية لهذا التعارف .. على مائدة الشعر والشعراء ؟ نظرت إليه ؛فاكتشفت انهماكه في قراءة وجهها .. وفي ترقب أن تثمر شفتاها إجابة لدعوته ! وبصوت كشدو طائر في حالة انتشاء قالت : هيا بنا ! حمل عنها مجموعة كتبها واتسع الأفق أمامه وهما يخطوان معا وبدت له الخطى المشتركة وكأنها توقظ أحلاما من غفوتها وتداوي جراح قلبه ***************** حسام الدين ريشو


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق