الثلاثاء، 28 مايو 2019

* ما هو الشعر * سألني ضيف مؤدب وأديب :- برأيك ماهو الشعر؟ وعندما بدأنا نحتسي القهوة المرة الرائعة المذاق بمودة وبشيء من صفاء الذهن والقلب قلت له :- الشعر نتاج سمعي وبصري أيضاً. .هو نتاج الإنسان الكلي. .مانحسه بحواسنا الخمس. .وحتى بالحاسة السادسة المسكونة في الروح. ..لها تأثير وفاعلية كونية على تكوين أكوان الألق الشعري والخلق فيه. قل :إبداعه وخلقه. .قد ترى مشهدا طبيعياً ..مؤثرا" أو رسما" لفنان... ولولمرة واحدة أو تسمع به. .عندها قد تثور وتهيج كل المشاعر والأحاسيس لديك . . وأعلم أن عظمة الشعر أن يكون قادراً على الرسم بالكلمات. ..والسمع قد يرسم خريطة القصيدة الأعظم ... قال شاعرناالكبير الأعشى .الذي عاش أواخر عصر الجاهلية ويلقب بصناجة العرب لروعة شعره وجمال التغني به كأنه ..كأنه آلة عزف (وهو ضعيف البصر ) ؛ بانت سعاد وأمسي حبلها انقطعا واحتلت الغمر' فالجدين فالفرعا وأنكرتني وما كان الذي نكرت من الحوادث إلا الشيب والصلعا إذ نظرت نظرة" ليست بكاذبة إذ يرفع الآل رأس الكلب فارتفعا هنا. .أرى الشعر فنا"سمعيا. .والرسم سمعي أيضاً. .. انظر شاعرنا أيضاً ماذا يقول : ودع هريرة إن الركب مرتحل وهل تطيق وداعاً أيها الرجل غراء فرعاء مصقول عوارضها تمشي الهوينا كما يمشي الوجي الوجل كأن مشيتها من بيت جارتها مر السحاب لاريث ولا عجل تسمع للحلي وسواسا"إذا انصرفت كما استعان بريح عشرق زجل ليست كمن يكره الجيران طلعتها ولا تراها لسر الجار تختتل ملء الوشاح وصفر الدرع بهكنة إذا تأتى يكاد الخصر ينخزل أما الرسام المبدع الشاعر المخضرم (عاش بين عصرين؛ العصر الأموي والعصرالعباسي ) بشار بن برد (عربي النشأة فارسي الأصول )يرسم لوحة شعرية ولا أجمل عندما يغني منشدا" وهو ضرير : ياقوم أذني لبعض الحي عاشقة والأذن تعشق قبل العين أحيانا ولنقرأ له من روائعه ؛- ياليلتي تزداد نكرا من حب من أحببت بكرا حوراء إن نظرت إليك سقتك بالعينين خمرا وكأن رجع حديثها قطع الرياض كسين زهرا وكأن تحت لسانها هاروت ينفث فيه سحرا جنية... إنسية .. أو بين ذاك أجل أمرا *** *** والأمثلة كثيرة. .على روعة العربي (إن كان في الجاهلية أو في الإسلام على الرسم بالكلمات إن كان المشهد أمامه يراه بكامل بصره وبصيرته أو كان سمعيا" كما قال شاعرنا الآنف الذكر ؛ والأذن تعشق قبل العين أحيانا .. وانتهى حوارنا اللطيف عند آخر شفة من فنجان قهوة كل واحد منا.. ......حياكم الله جميعاً أيها الأصدقاء وبارك فيكم.. مصطفى مزريب.أبوبسام جبلة.سورية


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق