الثلاثاء، 14 مايو 2019

لا شيء يعجبني 13-05-2019 فقد حاولت البحث عن جواب لأسئلة تجذرت بأعماقي وحاولت قتل روحي بطول الانتظار سألتني مرة: أهناك ما يعجبني؟ تحيّرتُ حين لامس السؤالُ شغافي ماذا أجيب لا شيء يعجبني فقد يقتلني أبي الوقف في صورته سنيناً طويلة ينتظرني كي أقول له شيئاً وقد يضربني أمي التي لا تزال تنتظر رجوعي قد تغضب مني لا شيء في حقيقة الأمر يعجبني حتى أبي الذي ترك الدنيا وهو راقدٌ في قبر المواعيد قال لي في الحلم ليلة: حتى القبر رغم الاتساع لا يعجبني لكن نوراً هناكَ يؤنسني تعجبتُ كيف يخبرني وقد ترك الدنيا ولم ينتظرني أما انا فأكررها مراراً: أمي .. غاليتي حبيبتي لا شيء يعجبني ولو قمتِ الآن بعصاك كي تضربيني كي تغضبي مني سامحيني ما عاد شيءٌ حولي ولا في داخلي ولا بأولادي ولا برفاقي ولا بزملاء الدراسة والعمل لا شيء يعجبني لأنني لا شيء عندي يقبلني! فخارطة الحكاية غيّروها وكلّ الكتب التي قرأناها غيّروها وربما من كثرة التغيير زوّروها والحكاية كلها رغم اطلاعنا عليها قد حرّفوها أو رمبا ألغوها ... فكيف إذن في العلم مثلاً ظلّ شيءٌ يعجبني ؟ لا تلمني.... فيا زمناً بالجراح يملأني بالقهرِ رابضٌ ويسكنني لا تعاتبني يا كل من حولي رفاقي يا ملءَ العيون دموعي التي هربت من باب أحداقي تاركة روحي من غير أشواقي لا تسألني فكل إجاباتي واحدة: لا شيء عاد يعجبني!! لا مواعيد المطر ولا نشراب الحالة الجوية ولا هدايا اصدقائي بعيد ميلادي ولا دعواتِ أمي التي اعشقها ولا تلهفات اطفالي حين اعود للبيت ولا نظرات الحب الطاهر الذي أراه كل مساءٍ بعيون حبيبتي ولا ما تخبرني به ابنتي المتزوجة وهي تطلّ من نافذة الهاتف تخبرني أنها تشتاق إلي وأنها سوف تأتي لكنني اقول لها حين التقيها: لا شيء له طعم بفمي ولا شيء في الحياة عاد يهمني لأنني لا شيء ظلّ بالحياة يعجبني! فلا تُثقِلني بهموم الرضا دون اقتناعْ وتجبرني على القبول بكل شيء وفي نفسي لوعةٌ وارتفاعْ! وفي روحي خرابيطُ اوجاعٍ ربما تحتاج روحي لغيابٍ او تلاشيء ربما وانقشاع! كل ما تشاء لا عاد شيء هنا يعجبني ولا شيء هنا يأسرني كلا ولا شيئاً هنا يدفعني كي اجرّب مرة اخرى لهف انتظاراتي الطويلة! هنا أرى شمس الحقيقة تلهثُ فأوقفها بإصبعي البنصر أسألها: ما بالك تهرعين ممن تخافين لم يزل وقت ولم يأتِ حين نحن هناك تائهون وكلنا هنا ضائعون فلماذا تنادي علينا نحن هنا مجرّدون أيتها الشمسُ العارية ارتدينا سنوات ارقى الثياب وتمتعنا بلحظات الحزن والعتاب لم يعجبني لا رأيٌ حتى ولا كتابْ كل شيء من حولنا أصبح تحكمه شريعة الغاب! فلا ظلّ مبدأ نحتمي فيه ولا مستوى من الرضا نلتقيه ولا حكمة بالغةٌ لها أثر نقتفيه الحقُ ماضٍ مرتحلاً هناك شيءٌ غامضُ يخفيه! فما عاد شيء أرتضيه ولا عاد شيءٌ اشتهيه كل شيء هنا ما عاد يعجبني! وأنا اقول لكم: لا أحد يسألني عن السبب لا أحد يطالبني برفع العتب من ذا يستحقُّ الردّ بنوعٍ من الادبْ فكلّ الاخلاق تساوت السكّيرُ مع العنتيرْ بلا حكمة ولا تدبيرْ تراهم في كل وادٍ يهيمون وهم على دروب الشوك ماضون فلاسفةٌ هم وهم لا يعلمون أن الدنيا تطلبهم ولا يفهمون! لا شيء إذن ظلّ بهذه الدنيا يعجبني! أبداً ولا ظلّ شيءٌ يعجبني!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق