السبت، 7 يوليو 2018

ثورة بحر .... كلمات / محمد عطية السحب تركض في وجوم خائفة متفرقة كأنها فتاة هاربة من القدر ومن خلفها تجري رياح عاتية هوجاء لا ترحم ...ولا تعتبر دامعة من عينيها حبات المطر الشمس وراءها تسبح خلف الغمام تشم من عبق الفضاء نسيما من نسماته تغيب تارة ... وتارة تنتظر تنام الشمس الذهبية خلف السحاب تترقبها قلوب وجلة تنظر إلى الفضاء المعتم ترجو بعث أهدابها الذهبية كي تستمر أحلام البشر البحر مضطرب ... الأمواج تصارع بعضها كفارسين تحت سماء معركة يتقاتلان كادا أن يتمزقا لكنهما يلتمسان الرجاء فيعود كلاهما دون أن ينتصر الرياح الغريبة المتربصة قد فتنت الأمواج رياح بلا وطن جاءت من كل مكان اجتمعت وتوحدت وأقسمت .. أدارت قتال بينها فتفرقت اللآلئ والدرر .. وتحطمت .... وسفين البحر تنتظر الرجاء يضلها الضباب على أمل ... كي ترسو على شاطئ الاستقرار لا تريد أن تفقد ضحايا جديدة ومن تحتها الزوارق الصغيرة تحتمي بها مخافة أن يصيبها الضرر استيقظت الشمس ولاحت من بعيد فهدأ البحر الغاضب وتحرر من وشاية الرياح وتقاتل الأمواج وأدرك أن ثورته المجيدة مجرد سراب لم تجن مكتسبات ولا ثمر هدأ البحر من ثورته وأعلن اليقظة من سكرته واجتمعت أشباه البشر لتعلن ..... أن البحر قد سكن في خضوع رغم الجوع ... رغم آلام الثكلى ... رغم أنين الجرحى ... رغم كثرة الشهداء .... وأن الثورة قضى عليها أو كادت أن تحتضر ..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق