السبت، 16 يونيو 2018

قصيدة من أجمل قصائد الوحدة العربية وهي من قصائد البردوني القديمة التي كتبها في عهد الإمام أحمد حميد الدين سنة 1956م ونص القصيدة كاملا هو كما يلي لبّيك وازدحمت على الأبواب صبوات أعياد و عرس تصابي لبّيك يابن العرب أبدع دربنا فتن الجمال المسكر الخلّاب فتبرّجت فيه المباهج مثلما تتبرّج ،،،،الغادات ،،،،،، للعزّاب واخضرّت الأشواق فيه و المنى كالزهر،،حول،، الجدول المنساب و مضى به زحف العروبة و الدنى ترنو ،،،، و تهتف،، عاد فجر شبابي إنّا ،،، زرعناه ،،،منى،،، و جماجما فنما و، أخصب،،،، أجود ،،الإخصاب و يحدّق ،،،،التاريخ،،، فيه كأنّه يتلو البطولة،،،، من ،سطور ،،كتاب عاد التقاء العرب فاهتف يا أخي للفجر ، وارقص حول شدو ربابي و اشرب كؤوسك واسقني نخب اللّقا واسكب بقايا الدنّ في أكوابي هذي الهتافات السكارى و المنى حولي تناديني إلى الأنخاب خلفي و قدّامي هتاف مواكب و هوى يزغرد في شفاه كعاب و الزهر يهمس في الرياض كأنّه أشعار حبّ في أرقّ عتاب و الجوّ من حولي يرنحه الصدى فيهيم كالمسحورة المطراب و الريح ألحان تهازج سيرنا و الشهب أكواب من الأطياب إنّا توحّدنا هوى و مصائرا و تلاقت الأحباب بالأحباب أترى ديار العرب كيف تضافرت فكأنّ " صنعا " في " دمشق " روابي و كأنّ " مصر " و " سوريّا " في مأرب " علم و في " صنعا " أعزّ قباب لاقى الشقيق شقيقه ، فاسألهما كيف التلاقي بعد طول غياب ؟ *** اليوم ألقى في " دمشق " بني أبي و أبثّ أهلي في الكنانة ما بي و أبثّ أجدادي بني غسّان في ربوات " جلّق " محنتي و عذابي و أهيم و الأنسام تنشر ذكرهم حولي فتنضح بالعطور ثيابي و أهزّ في ترب " المعرّة " شاعرا مثلي : توحّد خطبة و مصابي و أعود أسأل " جلّقا " عن عهدها " بأميّة " و بفتحتها الغلّاب صور من الماضي تهامس خاطري كتهامس العشّاق بالأهداب دعني أغرّد فالعروبة روضتي ورحاب موطنها الكبير رحابي " فدمشق " بستاني " و مصر " جداولي و شعاب " مكّة " مسرحي و شعابي و سماء " لبنان " سماي وموردي " بردى " و دجلة و الفرات شرابي رديار " عمّان " دياري ... أهلها أهلي و أصحاب العراق صحابي بل إخوتي و دم " الرشيد " يفور في أعصابهم و يضجّ في أعصابي شعب العراق و إن أطال سكوته فسكوته الإنذار للإرهاب سل عنه سل عبد الإله و فيصلا يبلغك صرعهما أتمّ جواب لن يخفض الهامات للطاغي و لم تخضع رؤوس القوم للأذناب وطن العروبة موطني أعياده عيدي ، و شكوى إخوتي أوصابي فاترك جناحي حيث يهوى يحتضن جوّ العروبة جيئتي و ذهابي يا ابن العروبة شدّ في كفّي يدا ننفض غبار الذلّ و الأتعاب فهنا هنا اليمن الخصيب مقابر ودم مباح واحتشاد ذئاب ذكّره بالماضي عسى يبني على أضوائه مجدا أعزّ جناب ذكّره بالتاريخ واذكر أنّه شعب الحضارة مشرق الأحساب صنع الحضارة و العوالم نوّم و الدهر طفل في مهود تراب و مشى على قمم الدهور إلى العلا و بني الصروح على ربى الأحقاب و هدى السبيل إلى الحضارة و الدنى في التيه لم تحلم بلمح شهاب فمتى يفيق على الشروق و يومه يبدو و يخفي كالشعاع الخابي يا شعب مزّق كلّ طاغ وانتزع عن سارقيك مهابة الأرباب واحذر رجالا كالوحوش كسوتهم خلعا من " الأجواخ " و الألقاب خنقوا البلاد وجورهم و عتوّهم كلّ الصواب و فصل كلّ خطاب لم يحسبوا للشعب لكن عنده للعابثين به أشدّ حساب صمت الشعوب على الطغاة و عنفهم صمت الصواعق في بطون سحاب فاحذر رجالا كالوحوش همومهم سلب الحمى والفخر بالأسلاب شهدوا تقدّمك السريع فأسرعوا يتراجعون به على الأعقاب لم يحسنوا صدقا و لا كذبا سوى حيل الغبيّ و خدعة المتغابي *** قل للإمام : و إن تحفّز سيفه أعوانك الأخيار شرّ ذئاب يومون عندك بالسجود و عندنا يومون بالأظفار و الأنياب هم في كراسيهم قياصرة وهم عند الأمير عجائز المحراب يتملّقون و يبلغون إلى العلا بخداعهم و بأخبث الأسباب من كلّ معسول النفاق كأنّه حسنا تتاجر في الهوى و ترابي و غدا سيحترقون في وهج السنى و كأنّهم كانوا خداع سراب و تفيق "صنعاء " الجديد على الهدى و الوحدة الكبرى على الأبواب.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق