الاثنين، 30 نوفمبر 2020

عفاف غنيم/آه يا وطني

"آهٍ يا وطني "
ما أجمل الحرف إنْ لم يَعْلُهُ الكَذِبُ
وأسوأ الحرف إن لم يُشرق الأدَبُ

نبض المشاعر تُهدى حين تنطقها
بيضا إذا سُطِرتْ، تشدو بها الكتبُ

وأتفه الشعر شعر الارتقاء بلا
قيدٍ سوى قيد كم ذاعوا وكم وُهِبوا

أدهى من الغدر شخصٌ يظلمن وذا
القاب غاوٍ دعى للنبل ينتسب

ذاعوا : هم المثل الأعلى وما صدقوا
وعداً ،وقد جمروا الأحياء ،ما غضبوا

تعدو الرياح لهيباً الى حيث تحرقه
كيف انتستْ دير يس أو لَوى التُرَبُ

من ذا يعيد سيوف الخالدين لنا؟
ويحي وجمري من الأعراب إذ غُلِبوا

ألأرض نادت أسود العُرب سائلةً
ومعبر العُربِ مسدودٌ ومُعْتطَبُ

نهبٌ وقتلٌ ولا من يردعُ اللممِ
حتى وقد سُجِنَ الأحرار والصُحُبُ

ماذا حصدنا؟ بكينا كالنساء ولم
ننطق وقد نطق التمليق والشغبُ

وسارَعَتْ دوننا الألحان سارية
أما الذئاب فجاثوا أرضنا نهبوا

صنّاعنا إن ترَدّوا بالمدى انتفضوا
وإن تحدى له المستعمر انسحبوا !!!

هم يزرعون لعهر الغرب مشرقهم
ويرتجون غرابا بعد أن صُلِبوا

العابثون بماضيهم كغاويهم
والقابضون وما عُدّوا وهم ذَنَبُ

الغادرون حشيش الأرض يهديه
للغاصبين وقد همّتهم الخطبُ

التاركون لحاف العهر يلفحهم
خنوع ليلٍ ، وكم جهلا به انتسبوا

بهم رياح التجني عاصفا وبهم
سعى الى دارك الخضراء يكتسبُ

ماذا جرى يا أخا العربان هل عَدَلَتْ
أعرابنا؟ ام تهاوى عندها القصبُ !!!

ألعابثون وقاضيهمْ كغاويهم
والواهمون وما عُدّوا وهم خَشَبُ

شجاعة العرب تهوي لا يردّ على
جحودها قيد أنملة : هنا العطبُ 

تعدون صمتاً  وللأهواء مسرحها 
وللغريب وهبتم : شهدنا العذِبُ 

صاح :  احمرار الأراضي ، ما انتفضوا
نبض المغاوير حالت دونها العُصَبُ 

واليوم ترجون أعواناً وما صَدَقوا
وعداً .وقد قُطِفَ الدحنون والعنبُ 

تغشى العيون الدواهي باب نهضتها  
إذا اشتراها إلى أجواءه الذنبُ

صريخُ ناديتُ وا قدساه يُسعفني 
ليثٌ. وجمرَ عيوني يشجب العرَبُ 

ماذا أصَرِّحُ عن قدساه يا ولدي 
قديسةٍ صاحباها : الحُرّ والكتبُ 

بيعت بمخطوطِ محتالٍ بلا ثمنٍ 
ولم يزل في رحاها الحرّ والقِبَبُ 

جالت تُناظر ومض الفجر  تحتسبُ
في الصبح ثم اشتكت ظلماً وترتقبُ 

إذ أنها  منذ ذاك العهد قد وَلَدَتْ
 فحلٌ. ومن ثديها غلمانٌ قد شربوا

ومن ندى مقلتيها يَرتَجي  يمنُ 
شامٌ ببطن النوى يحبو ويحتلبُ 

عراقُ تخفق من جمرٍ أطاح بها
سحابةٌ من رياح العصف تكتئبُ  

ثعبان ينفخ فيهاالسم ملتوياً 
لبنان يستنصر الرب ويحططبُ

ليببا ونزف جراحٍ هالها ، ألمٌ
ووحدةٌ تكتوي : والجمرةُ العربُ 

 صُكّتْ وعودٌ ونحن في تشتتنا
وذي دياري بلا سقفٍ ولا نُخَبُ 

 قاومت كل رياحٍ عند طاغيةٍ
 وبتُّ في ديرةٍ جرداء أغترب 

وسرت من تعب مضنٍ إلى تعبٍ 
أسعى ، وفيض تمام الراحة التعب 

لكنْ أنا حازم في رفض  مقصلتي 
سفري معي ومدادي الدم والغضب

إذا اعلتيت رحالاً للثرى فأنا 
في خافقي أحتسي ناري وأقتربُ

جمري وأثقال أحلامي على كتفي 
وقبري المصعد المفتوح والسُحبُ 

عزيز ذاك رجاء كنت أنظرَهُ
لكنْ دهوراً قضَتْ أرضي وتُغتصَبُ

ماذا ؟ اترغب في غصني وذا قدري 
إني سعيت طويلا لستُ أنتَحِبُ

والعمر يعدو وثلج الشعر  يَبرقني 
والمارقون على أرضي سيحتسبوا 

إذا اقتظ شيبات البهاء على
بوح القصيد تباهى الحرف والكتبُ 

وكنت قد زدت جمر المشرفين على 
فيض الحكاية تشدوها وترتقبُ 

 ومحفل الإخوة  الجفا قلمي
 قد كنت اشدو مجداً حيث ينتسبُ

سارعت حتى لمحت  الارض مثقلةٌ
فيها الأماسي وقد تسمع بها العجبُ 

لكنَّ صرح الشهيد الحق  في  هَرَمٍ 
قد ارتوت من نداه تربة النخبُ

فقلْ وإن كان في حوزتك أجوبة 
تُحكى ونشدو مساعيها فنستطب 

فما يزال بصدري جمر ملحمةٍ 
من صدمة الموت تستنجي وتضطربُ  

دمع العيون كبوحي  غَزّةٍ هتفتْ
الصوت يعلو ، متى نصحو ونستتبُ ؟

ناهيك  عمّنْ قضى في غربةٍ عَدِماً
 ونحن رغم الأسى   نعدو ونلتهبُ

إذ أنّ غصن النهوض الحق منتفضٌ 
شجاعة : إذ به قد يرجع النَقَبُ 

غياهب الغدر لن تُثني شجاعتنا 
حتماً ستولدُ من أرحامنا النُخَبُ 

فالحافظون اراضيهم كما الشُهُبِ
والفاسدين لهم هِدّوا فهم جَرَبُ

محابر النون عند الحر ساريةً
تعلو  ، ومن حرفها الأحرار قد وثبوا 
...عفاف غنيم ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق