الجمعة، 20 نوفمبر 2020

مريم فضي/المبشرون

المبشّرون

على رفرف ٍ خضر ٍ أبصرتهم
يرسمون خطا ًّ للزمن
والمدى يتهيّب فيهم بعثا ً وحلولا
شديد الشوق كان للتجلّيات
رأيتهم ينزلون في القلب اختيارا
آن ينعتق القلب في مستهل الشفاعة
يُألّهون ميثاق السقوط
وهوس الخلاص عبادتهم
وصايا أثقلت سمع الملكوت
جاوزت صلواتها مزاميرا وأسفارا
تسافر عبر الهواء كما الفجر
يلائمهم صفير الريح
آن تعزف لحنها المميت
وتبتلع المدى جهارا
يبحثون عن تقويم لأزمنة الغفران
يذوبون خلف تلك التلال
بصلواتٍ تسْودُّ فوق المذابح
ينتشرون موتا وقيامة
تولد أحلامهم تحت نجم ٍ طوّاف
تشتهي دماء الحياة قربانا
ممالك من جنون الأساطير
ونبوءة عن إثني عشر رسولا
بمآزر سوداء يسامرون الظلاما
يلقون برسائلهم في أبراج الجليل
كي تعود كل الأرواح من منعطف الشهادة
من ظلّ جبل الطور
ومن تحت سقف البيت المعمور
إلى حين قيام الساعة ..
قد أتوا تسبقهم رسائل الجحيم
وسوادُ ماءٍ يمشي تحت أقدامهم
مثل ظلال تمتدّ خريفا ً يحمل الأكفان
تدنو من ضوء الشمس شرقي المنارة
هناك تتشكّل مسوخا ً بكافورٍ وحَنوط
وترتقي بمسيح يمحو الخطايا

هذا العالم يسكنه خيال الطاغوت
يعود بالليل من عز ّ عتمته حالكا ً مريرا
فمن يفتح للنور طريقا بالوحي يستعر
متعدّد الإصطفاء يغشى الإبكارا
تهتز ّ الأرض تحت أقدامه إن أزف النزوح
وعلى ملامح زمن ٍ يقف على حدّ الغواية
يتصرّمُ أعواما ً كمن يستظلّ بخفايا الغيب
يعصف عصفا ً بكل رؤى الطغيان
يرى الكون غيظا ً مرصوفا ً في ذاكرة الأهوال
هم أيقظوا رهبة المكان
نبوءاتٌ في الآفاق جانست تمائما ً وطلاسما
تسحب السّرّ من صهيل الخيل النازف
ومن ورائها فرسانٌ من عصر ٍ عسير
تتهدّل ضفائرهم فوق عباءاتهم الطويلة
وتعويذات ٌ من رحم الغروب على الجباه موشومة
تحمل أبراج السماء ومسار شمس ٍ تميل
فليكن ذاك القادم روح الخلود وكلمة السيادة
يأتي من معين العشق متدثّرا ً بهالة من نور
يهيج ويموج كنبض كون ٍ أنهكته الأقدار
فتن ٌ من آفاق ٍ شتّى تطلب الولاية
تبايع خيلا ً تجتاز غياهب الآتي
أراهم وقد أومضت أعينهم حشدا ً من ظلال
يحطّون فوق سواد الغيم
يرصدون تناسل الشروق
ذاك الذي أوهن الضياء
ذاك الذي فارق الروح يوم تجلّت فيه الأسرار ...

( مريم فضي )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق