الأحد، 22 ديسمبر 2019

.   ┄┉❈❖❀✺❀❖❈┉┄ 
           الرحلة إلى مكة 5
          صرح الحـرم المكي
    ┄┉❈❖❀✺❀❖❈┉┄
══════💠💠══════

رُمتُ البيَانَ على السِّرارِ فخَانَنِي 
وتوقَّفَـتْ عن نظمِهـَــا أشعَـــارِي

الشَّوقُ هَزَّ خَوَافِقِي حتَّى سَرَتْ
للبيتِ رُوحي قبلَ سَيرِ السَّــاري

لمَّا أتَيـتُ البَيْتَ هَـــزَّ جَــوَانِحي 
سَعــدٌ وغنَّــى فَيلـــقُ الأطـــيارِ

أبصَرتُ ما حَارَتْ نُهَىً عن وَصفِهِ
وكأنَّـــهُ سِــــرٌ مـــنَ الأســـــــرَارِ

لم أستَطِـــعْ وصَف الذي أبصَرتُهُ
وعجِزتُ وصفَ الظَّاهر المُتَوَاري

مُذ أبصَــرَت عيني البِقَاعَ وأهلَها
وأنا أُطَفِّـــئُ جَذوةَ استِــشْعَارِي

تَعَــبٌ تَخَلَّـــلَ سَيــرَنا وتغَلَّبَـــتْ
نَفسِي على الأَوْصَـابِ والأخْطَارِ

أنا كُنــتُ أهْوَى أن أزُورَ بِقاعَــها
وَتَشُــدُّني نَحــوَ اللِّقَا أفكَـــــاري

الكُلُّ شَــدَّ رِحَــالَهُ شَغَـــفَاً بِهَــــا
وعَلَا خُطَا التِّرحَالِ حِفظُ البَاري 

والنَّفسُ كَي تَحضَى بمكَّةَ عُمْرَةً
مَـــرَّتْ بعشْــرِ مَفَـــاوزٍ وقِفَـــــارِ

مُذْ رَاحَ مِنِّي الطَّرفُ يَرقُبُ صُورَةً
قَد صُغــتُهَا بالحُــبِّ فِي إِكْبــــارِ

مُذْ صَـــارَ إحْرَامي لمَكـــةَ واجِبَـاً 
وغَـــدا دِثَارِي قُربَــــةً وشِعَـــاري

هذِي البِقَـــاعُ غَزَا فُؤَادي حُبُّـــهَا
كَم كُنـــتُ أهوَى أَنْ أرَاهَـــا دَارِي

لَوْ رُحتُ أمشي نحوَ داري عـائدًا
فالقلــبُ نحوَ القلبِ في إدبــــارِ

آتِي إلَيْهـــــا والفـــــــراقُ مآلُنَـــا
يا ليــتَ بيــتَ اللهِ دارَ قــــراري

تَسرِي بِي الذِّكْــرَى لأَيَّامٍ خَــلَتْ
أيَّــــامَ عِــزِّ عَمَّ فِــي الأَقْطـَـــار ِ

يَومِ الصَّــحابةِ والنَّبــي إمامَهـم
لمهاجـــرٍ قَد فَــازَ أو أنْصَـــــارِي

يا ربُّ هبْــهَا عُمـــرةً مقبــــــولةً
تنــزاحُ في فَضْــلٍ بهـــا أوزاري

يبقى اللِّقاءُ بمسجدِ الهادي الَّذي
في حِلِّهِ قـد أشــرقَت أنــــواري

يا ربُّ أكْـــرِمْنَــا بخيــرِ زيـــارةٍ
للنُّورِ دارِ المُصطـَفــى المُخــتارِ

السِّرُّ بُحــتُ بِهِ وحُبِّي قـد طغى
وعَجزْتُ أطوِي السرَّ في أسوَاري

قَد كنتُ أَحفظُ في فُؤَادي سِرَّه
واليومَ خُنتُ القلبَ في أَسرَاري

══════💠💠══════
شعر: يحيى بن علي الضامري
       قصيدة العام الماضي
 6/ جمادى الأول / 1440هـ
         صرح الحرم المكي
     من أمام الكعبة المشرفة
══════💠💠══════

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق