الثلاثاء، 3 ديسمبر 2019

قصيدة رثاء الأديب والمترجم العالمي الفلسطيني صالح عمر علماني من مواليد عام 1949 ، والذي وافته المنية اليوم الثلاثاء الموافق 3 ديسمبر 2019 ع في مدريد - إسبانيا.
ببالغ الحزن والأسى رحل عن عالمنا، صباح اليوم الثلاثاء، الموافق 3 ديسمبر، المترجم العالمي الفلسطيني الكبير صالح علماني عن عمر ناهز الـ70 عامًا، حيث نشر يوسف بزلميت زوج ابنته عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي، "فيسبوك"، حيث قال: "ببالغ الحزن والأسى تلقينا صباح اليوم وفاة عمي والد زوجتي المترجم والأديب الكبير الأستاذ صالح علماني في إسبانيا، سائلين المولى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته".
يذكر أن صالح علماني، هو صاحب أشهر ترجمة لرواية مئة عام من العزلة ولد في مدينة حمص عام 1949، ودرس الأدب الإسباني، أمضى أكثر من ربع قرن في خدمة الأدب اللاتيني، ليُعرّف القرّاء العرب على هذا النوع من الأدب.
"وداعاً أبا عمر"
شعر د. أحمد محمود
أبكيتني يا ابن الخال الغالي وأدميت عيوني
أبا عمر يا مهجة القلب، والحشا والعيون
أبا عمر يا موسوعة فكرية، ويا فخر آل علماني
يا قمة علوم التراجم الإنسانية ويا درة التيجان
أيها المترجم العالمي البارع العربي الفلسطيني
يا صاحب القلم المبدع بالأفكار، والتعابير والمعاني
رحلت عنا غريباً في غربتنا في هذه الأصقاع والأكوان
رحلت عنا في عالم الشتات محاطاً بأسوار الهجرة والهجران
ها أنذا أرثيك بدمعي، ودمين وحزني وشجوني
إيها الحنون الساكن في عالم الصمت والسكون
يا من كنت تعمل بهدوء وتؤدة وتحلم بإنجاز الأماني
يا من أنتجت الكنوز بصمت، وصبر كصبر شجر السنديان
ها أنذا أرثيك بمداد ينز بأشجاني وأحزاني
وأصوغ لك قلائد أشعاري من جروحي، ووجعي وحنيني
ها أنت الآن ترحل عنا بعد أن خضت كل الميادين
نثرت فكرك الأدبي كحقول النرجس والياسمين
وإرثك ملأ البقاع كحقول الدحنون في فلسطين
ترجمت كتب التراث، والأدب، والفكر عبر كل البلدان
وأثريت معاجم اللغات، وموسوعاتها بالتراث الإنساني
وكنت نجماً مترجماً لتراجم ثرية يعجز عنها كل إنسان
وكرمت تراجمك الشاهقة في المشرق والمغرب، من العرب والإسبان
وكنت علماً عملاقاً قوياً لا يعرف الكلل والتواني
ترجمت مئات الكتب الفكرية وصغتها بريشة الفنان
كنت أقرأ أعمالك فأراها أصيلة الفروع، والجذوع والأفنان
كانت أعمالك المميزة بيرقاً خفاقاً فوق قنن الأجبال كالبؤزان
وحرفك الأدبي كان مغرداً في كل روض وبستان
ويراعك كان سيفاً بتاراً بين كل الساحات والفرسان
أبا عمر يا مجرة فكرية تسطع أنوارها بين الإنس والجان
يا نبراس نور وعلم يسطع كلهيب نيران البركان
يا من عشت ومت بعيداً غريباً عن الأقارب والإخوان
يا من عشت ومت من غير تهليل في عالم النسيان
وداعا، وداعاً أيها المفكر الأصيل المتفاني
وداعاً أيها المترجم الفلسطيني الفذ الكنعاني
ندعو لك الله عز وجل أن يسكنك رياض الجنان
ندعو الله أن يرحمك رحمة واسعة مكللة بالعطر والريحان
أرثيك أبا عمر وبناني مرتجف بيراع باكٍ دامي الأجفان
فأعمالك الفكرية لا يفيها حقها لا قلمي ولا بناني
ويعجز عن تعداد أوصافها وسرد أحداثها، كل من مدادي ولساني.
بقلمي د. أحمد محمود


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق