طارق المحارب ..
4/4/2019
تهمّ المنايا ..
تَهُمُّ المنايا و لا تحضرُ وقلبُكَ ثبْتٌ ..ألا تُذعَرُ ؟!!
أما فيكَ شوقٌ شَغوفٌ لعمرٍ .. يطولُ ..يطولُ .. ولايُحسَرُ ؟!!
بلى .. إنَّ مِثلي يحبُّ الحياةَ ولكنْ يموتُ و لا يَصغُرُ
وفوقَ عيوني سحابٌ كثيفٌ تجلَّدَ صبراً فلا يُمطِرُ
وعادَ خجولاً ليسكنَ قلباً كساهُ الأسى الأسودُ الأحمرُ
لِتزهرَ ما عاشَ فيهِ زهورٌ بطيبٍ فريدٍ بها يزخرُ
تآخيتُ و الحزنَ حتَّى غدا لي صديقاً ودوداً بهِ أفخرُ
ننامُ ونصحو ونغدو ونأتي وحينَ يحلُّ الدُّجى نسهرُ
فلا هوَ يبغي فراقي ولستُ بدونِ حضورٍ لهُ أشعرُ
ولستُ وفيّاً لغيرِ همومي أُسِرُّ إليها فلا تَنشرُ
وإنْ جاءها هاجسٌ أيقظتني تبوحُ قليلاً و قدْ تُكثِرُ
وترفعُ فوقي دِثاري لأغفو وتغفو وإذْ بالكرى يهجرُ
بقلبيَ رمحٌ أقرَّ سِناناً وفي كلِّ عضوٍ سرى خنجرُ
أراهُ ابتهاجاً و أسعدُ فيهِ وكمْ منْ طعانٍ بها نكبُرُ !!
وربَّ اقتحامٍ لحصنِ الرَّزايا يُقوِّمُ جسماً ولا يَكسرُ
افقْ لا تَغرَّنْكَ بسمةُ ثغرٍ وفيهِ منَ الغدرِ ما يُحذَرُ
وحجمُ البلاءِ عظيمٌ إذا ما استقمتَ بعينيكَ لا تُبصرُ !!
وكمْ منْ وجوهٍ بها افتتانٌ وكمْ منْ عيونٍ لها تنظرُ !!
بأوَّلِ سَهْوٍ تراها استبدَّتْ و ألقتْ سريعاً بما تُضمرُ !!
تخفَّتْ ذئابٌ بأثوابِ إنسٍ تُسرُّ العَداءَ و لا تَجهرُ !!
وما ذاكَ إلَّا لأنَّ الذِّئابَ إذا شاهدتْ صيدَها تغدرُ !!
أما كانَ فيها طباعُ كرامٍ كأسْدٍ إذا هاجمتْ تُنذرُ ؟!!
أمِ الغدرُ نُبلٌ ؟!! وما هوَ نبلٌ وطبعُ الفتى في الورى يظهرُ !!
وإنِّي رايتُ الأناسَ : صغيراً .. كبيراً .. وفي السِّنِّ لا يكبُرُ
وآخرَ عاشَ كبيراً .. صغيراً .. وما كلُّ نبتٍ نما يُثمِرُ !!
ورُبَّ يسارٍ بعينَيكَ عُسرٌ وعُسرٍ غدوتَ بهِ تُوسِرُ
ومَنْ سارَ يوماً بدربٍ طويلٍ فكمْ من صحارى بها يعبرُ
فأقصرْ خطاكَ لعلَّ مُراداً بعيداً قريبٌ و لا تشعرُ
وكنْ زهرةً لا تكنْ شوكةً وأنتَ الذي تُربَهُ يبذرُ
ومنْ حاكمَ النَّفسَ يبقَ نفيساً و إلَّا فدعْها وما تأمرُ
أرى السَّيفَ أقوى إذا ما يلينُ يقاتلُ خصماً ولا يَهصِرُ
و لا يستميتُ بيومِ نزالٍ يُدافعُ خيلاً ولا ينحرُ
لديهِ سلامٌ وفيهِ سماحٌ ولكنْ على الصُّلحِ لا يُجبَرُ
بقلمي ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق