الجمعة، 15 مايو 2020

عائدة قباني/اني إليك يا رسول الله أعتذر

إنّي إليكَ رسولَ اللهِ أعتذِرُ
عنْ أمّةٍ لحضيضِ العارِ تنحدرُ

باعتْ عُروبتَها ديستْ كرامتها
قد ضيّعتْ عزَّها للحِسِّ تفتقرُ

ضاعتْ هويّّتُها ما عُدْتَ تعرفُها
غاضتْ مروءتُها في الذلّ تُحتَقَرُ

لا نخوةٌ عصفتْ أذكتْ عزائمهم
ذيلاً لسيّدهم أمراً لهُ ائتمروا

ما عادَ يعنيهم أقصىً ومقدسهُ
قد مالَؤوا الغربَ والجُحرَ قد عَبروا

سبعُ العقودِ بهم ما حرّكتْ همَماً
بلْ زادَ ضعفُهُمُ بالذلّ قد جهروا

صوتُ الثّكالى هنا ما هزَّ مسمعهم
أطفالُنا مُزّقتْ غضوا وما نظروا

قتلٌ وتنكيلُ تشريدٌ ومعتقَلٌ
حتى حرائرنا من حقدهم أسروا

والطفلُ في مهدِهِ أهدوا لهُ حمماً
منْ نارِ غلّهمُ أصابهمْ سَعَرُ

هدمٌ وتدميرُ تهويدٌ لدولتنا
أقصىً يُنادي هنا أركانَهُ حفروا

كم دنّستْهُ أذىً أقدامُ مغتصبٍ
كم خضّبوا بالدّما فاغتالهم حجرُ

صاحتْ حجارتُهُ والعربُ قد غفلوا
صُمّتْ لهم أُذُنٌ أُغشى لهم بصرُ

باعوا ضمائِرَهمْ للسّلمِ قد جنحوا
باعوا فلسطيننا بالقدسِ قد غدروا

هذي لنكبَتُنا ما همّهم وجعُ
شعبي الشريدُ وهم في بيتِهم سَمَرُ

أوّاهُ يا وطناً أفدي ثراهُ دمي
قومي أضاعوكَ أعداءنا نصروا

عربي لسيفهمُ في الغمدِ معتكفٌ
ماعاد يُرجى من أسيافهم خبرُ

للهِ يا عَرَبُ نشكوا خضوعكمُ
عاراً جلبتم لنا ما ردّكم خفرُ

أسلمتموا أرضنا للغاصبينَ وما
رفّتْ بأجفانكم أهدابُ تعتذرُ

ربي قضى لهُمُ تيهاً بغدرهمُ
كانوا بشرذمةٍ للأرضِ ما عمروا

صغتم لهم عيداً في يوم نكبتنا
أهديتموا دولةً ... فيضُ الدّما سَكَرُ

يا أمّةً غربُتْ شموسُ عزّتها
ضاعتْ معالمها ما هالَها خطرُ

للهُ مُهلككم من ثمّ مبدلكم
خيرَ العبادِ لهُ بالدينِ تأتمرُ

ساؤوا وجوههمُ جاسوا ديارهمُ
عادت لنا قدسُنا غنى لنا القمرُ

ذا وعدُ ربي لنا نصرٌ بمسعدنا
مهما تمادى العِدا من يأسهم مكروا

عائدة قباني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق