الجمعة، 15 مايو 2020

عفاف غنيم/ايار الجريح

في هذا اليوم المؤلم جاريت الشاعر محمد محسن رحمه الله والشاعر مصطفى الجزار أمدّ الله في عمره :
"أيار الحريح"
أيّار شهر في ظلالٍ مُقفره
يرجو عيونا تقتفي مستعمره

إسمعْ نحيب الشيب عند المقبره
وارقُبْ بأيّاري أنين المجزره

ضمِّدْ جراحك واستفق يا عنتره
فدماء عبلة قد هوت مستقطره

لا تبكِ لحظة موتها يوما فقد
شربت من القهر السموم المغبره

لملم رماح الغافلين ليرقدوا
واسكبْ حروف الذل في المحبره

ولتلتحفْ بوشاح قهرك باكيا
فالحق في عهد المظالم مقبره

والشعر في سرد الحقائق عاجزٌ
فَقَد المحابر والدواة المُبهره

وأعدْ قصائدك الحزينة كلّها
واغرف لها من نهر حزنك معذره

واسطُرْ ليافا والخليل شهادة
واحجب غبار القدس قبل الغرغره

اجعل لها في مهد قلبك غرفة
شوق الديار ، بذي الأماسي مُسفرَه

يا ليت غصني للديار ملازما
قد ُنكِّسَتْ أعلامنا ، ذا القهقره

يا عابرا جسر الحدود بأدمعٍ
وذئاب شرذمة تدوس منابره 

يا صاحب البطحاء بتَّ رقيقهم
أصبحتَ بعد الليثِ عبد المسخره 

مترنّحا، متذلّلا،  ومغايرا 
زرعوا لنا الألغام ، ضمن معسكره

تتحايل الأغراب هذا طبعهم 
همزٌ ولمزٌ في غرار المعذِره 

هل كان عهدا منصفا فيما مضى 
والشمس كانت حيث كُنّا مبهره !!!؟؟؟

يا ويح قوم أحرقوا أولادهم 
باتوا رمادا في زوايا قنطره 
 
هذي الحياة كمسرحٍ متلاطمٍ
هُدّت بلاد من صكوك سماسره 

ذهب السلام عن الحمام بحرقة 
والريح عازفةٌ بحُزن المحبره

فمتى نشيح دخان جمر عيوننا 
نترصّد الغازي الحقود ، ونقهره 

يا ناظرا أكفاننا تعدو الثرى 
من ذا يشيح دخان ذي المستعمره

ريحانة الاوطان جفّ عبيرها 
 للقدس ، منْ سيعيد عطر المبخره !!!؟؟؟

أيقظ حصانك علّه يجري بنا 
واشهر حسامك ، حيث تصحو المختره

وارسل لعبلة والصحاب رسالة
وامسح دموع القدس ، عند المقدره  

....عفاف غنيم.... 
 

.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق