الأربعاء، 20 مارس 2019

بعيد الشّعْر تسْألُنا الحضارهْ بعيد الشّعر شرّفنا اليراعُ***وشرّفَ قـــــدْرنا الخـــــلدُ المــطاعُ وغرّدتِ الحناجرُ فيه نَظْماً***فهبّ النّورُ وانْتــصبَ السّـــــماعُ وأعلنتِ البلاغةُ عنْ طُموحٍ***به التّفـــــــكيرُ قبّـــــلهُ اليـــــراعُ فصفّقتِ الأيادي في خشوعٍ***وقهْــقتِ البـــــهائمُ والضّــــــباعُ ووَقْعُ النّظْمِ في الأحشاء رعدٌ***وقد زأرتْ بنشْوتِهِ السّـــــــباعُ //// بعيد الشّعر يبتســـــم الكلامُ***وتبتســــــم الطّــــــــبيعةُ والأنامُ فتدفعنا العقــــــول إلى جنان***يفوح بعـــطرها القلم الحُــــسامُ وتُتلى في مجالسنا نصوصٌ***يعـــــــــجّ بها الـــــتّأمّلُ والوئامُ فنــــظفرُ بالنّهى أدباً وديناً***وبالتّنوير ينقـــــــشعُ الظّــــــــلامُ إذا الإنسان أصبح مُستنيراً***تعـــــــطّر في تحاوره الكــــــلامُ //// ألا يا ربّة الأشعار عـــودي***فما أحلــى القــريض مع الورودِ وما أبهى الحياة بقرب روض***وفـــــيه الـــفاتنات من الخدودِ وفيه الماء يجري بانسياب***وفيه العشق قد أحـــــــيا وجودي وفي فصل الرّبيع يعود حلم***رأيتــــــه في المــنام بلا حــدودِ فأشعر أنّني أحيا عصورا***تعود إلى القـــــــديم من الجــــدودِ //// بعيد الشّعر تبتهج النّفوسُ***وتنفـــعنا المواعــــــــظ والدّروسُ فتوضع نصب أعيننا القضايا***وتتّضـح العوائق والنّــــحـوسُ وبالتّفكير يرقى كلّ شيئ***وتنســـــــجم الضّــمائر والنّـــفـوسُ يغرّد بيننا الشّحرور شعرا***فتــــبدأ في تحرّكـها الــــــرّؤوسُ وتتّسع الصّـدور بلا حدود***وقد حضرت بمجلسنا العـــروسُ //// بعيد الشّعر ينتفض الصّباح***فيشرق في مواهبنا الفـــــــلاح وتركض نحو غايتها عـقول***يحمّسها التّـــــــميّز والنّـــجاح فيتّجه الطّموح إلى ارتقاء***يؤازره التّـــــــــــجلّد والكــــفاح ومن حلو القطوف نذوق تمرا***بمزرعة يجـــمّلها الوشـــاح فنصبح في الورى بشرا جديدا***كأنّ العقل أحياه اللّــــــــقاح //// بعيد الشّعر يبهجنا النّهارُ***فيمرح في مدارســــــنا الصّــغارُ وتأتي من عيون الصّبح شمس***كأنّ شـــــعاعهــا نور ونارُ وفوق قريضنا تطفو حياة***بها الإنسان يســـــــعده الهــــزارُ فتنتفض النّفوس بسحر نور***يحـــفّ به التّــألّق والـــــــوقارُ وبالتّغريد تنبــعث الأمانـي***يعانقها التّـــــــــشوّق والحـــوارُ //// بعيد الشّعر تسألُنا الحضارهْ***عن الضّاد المُجمّد في القَـذاره وتسألنا العروبة عن قريض***تعرّض للنّكوص وللخســـاره فنبكي كاليتامى عن عصور***قد انقرضت فقهقرت العـباره وساء الحالُ في التّفكير سوءً***فغابتْ عن تعلّمنا الجـــدارهْ وأضحى الشّعر في وطني شعيراً***وعمّ الغيُّ فانتهتِ الحضارهْ محمد الدبلي الفاطمي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق