الأربعاء، 20 مارس 2019

(أنا وبلادي ) ✍/جبر مشرقي ▪ ____________________ أنا ... وبلادي .. كطائرٍ فقدَ عِشه ُ لعبت به الريح (وطشته) كميتٍ أو كقتيلٍ بلا هوية ، لا يعرف ما نوع نَعشه كمشلولٍ في دربٍ طويل ٍ على قدميهِ ألفُ رعشة كحمامةٍ في الشطِ غريقةٍ تبحثُ عن قشةِ ، كمريضٍ زاملتهُ الأدواءُ حقبة ً في عظامهِ ثوى وهن وهشة يدُ العابثينَ تلعبُ فينا وربيعنا لا ندري من ذاك غشهُ ، مواجعُ الوقتِ تَلهو بنا ، ومياةُ الألم علينا تَرُشَه ، للجائعين موائدٌ تشتهى بلذةٍ فمن ذا سيُداعبُ فاههُ (وكِرشه) ، " " يقيمُ الليلُ صلاةِ الأغاني على وجعي المصلوب ، يموسق الآه جيتارهُ على حظي المقلوب ، تعزفُ المَنِيةُ أوتارها على فؤادي المنكوب ، فأُصلي في العراءِ بدون وضوءٍ ولا ذنوب ، ألملمُ رملَ الحياةِ بأناملٍ مبتورةٍ وبدون جيوب ، تبوصلُني الأحزانُ ناثرةً أعضائي شروقاً وغروب ، تَرقصُ الأوجاع بخصرِ ذَاكِرتي كثكلى فنجانها مقلوب ، أهذا هو الحال ؟ أم هذا هو المكتوب ؟ أم أن بلدي منذُ الطفولةِ مغلوب ؟ أم أن الجمال في وطني بلغ ذروتهُ ؟ فصار كلِ فؤادٍ فيهِ مَرغوب ، أينامُ الرضيعُ بدون أمٍ ؛ وجوعهِ يشتهي الثدي ! أينام العاشقُ بدون حبيبةٍ ؛ وفؤادهِ يشتكي الُسهدِ ! أينامُ اليراعُ بدون حبرٍ وثغره عاطشٌ يبحثُ عن تدوينِ قصيدةٍ ! وأنا وبلادي .. في مهبِ الريح نتأرجحُ على قارعةِ المهالك ، تقولُ لي بلادي أنحن منفيان ! أنحن قتيلان ! أم أننا قبيحان كي لا تزورنا نظرات المقل ، فقلتُ : منفيان ، وقتيلان ، هذا هو الأمر ؛ أما قبيحان فلا ، وتالله لو ماتَ الجمالُ بذاتهِ، فيا لله يابلدتي ما ..... أجملك. دعينا نغني رغم الجروح ، رغم الألم والنزوح ، وبأوجاعنا حتما نبوح ، نقرأُ لغةَ النخيلِ نقرأُ قهوتُنا والهَيل، نقرأُ سيفينا والصقيل نقرأُ حوافرُ خيلينا والصهيل ، دعينا ننشدُ الأماني ، نُداعبُ الأوزان ، نزرعُ ورداً وإقحوان ، ننثرُ للطير قمحاً ، نزرعُ للهوى فماً، نغرسُ السلام سِلماً، نوفرُ للطالبِ قلماً، للساهرِ نوماً، للخائفِ أمناً، للعدو سهماً، للجائعِ خُبزاً، نرتلُ آياتِ الشعرِ من عصارةِ الرجلِ (الكفيف )، نتكئُ بأحداقنا على عصاةِ النزيف، ننتظرُ الربيعُ مهما داهمنا الخريف ، نُصلي لأفواهِ الماء ، كي تُغسلَ دِماءُ الشُهداء ، نتوضّأُ بإبريقِ الشُعراء ، نرقصُ على مزاميرِ البغباء ، لنسقي ظمأُ أفواهِنا من سحابةِ (الرشيد )، ولنَكفر بكلِ تنجيمٍ ، لنبحثَ عن معتصمٍ جديدٍ في زمانِ حداثَتِنا ، لنُغني: ملئُ أفواهنا طرباً أن لنا في كلِ جرحٍ عيد ● _______________________ ✍/جبر مشرقي ▪


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق