السبت، 1 يونيو 2019

الأسير حكموه ثلاثمائة عام وأربع مؤبدات حين قتل أربعة جنود بمدية من حديد عروه من طفولته فقد كان في عمر الورود حاصروه في كل مكان وضيقوا عليه الخناق حتى تمكنوا منه كان صويبا ينزف دما بكته أمه واخواته لعلمهن أنه لن يعود سار مع سجانيه كالغنضفر شتموه، ضربوه، لكنه لم يستكين لأنه راض عن بطولته ولو مات من أجلها فإنه شهيد زجوه في زنزانة حقيرة ليست على مقاس طوله ومن اردى الطعام اعطوه فتاتا ليسد جوعه كي لايموت في زنزانته نافذة صغيرة حقيرة بالكاد يدخل منها النور لكنه كان يتفائل بها ويقول الحمدلله هناك بصيص من نور تأمل جدران زنزانته فوجدها لوحة فنية كتب عليها من قبله عبارات المجد والنصر والحرية لفلسطين الأبية أصر أن يكتب شيئا تقرأه الأجيال القادمة التي ستنتقل يوما جرح يده وخط بدمه فلسطين الحبيبة عربية والقدس عربية سنحررها مادام في العمر بقية بإذن الله رب البرية كان ذو شموخ وعلياء لايهاب السجانين الجبناء يصرخ بهم فيرعبهم ويحطم فيهم الغرور والكبرياء عجبوا لأمره وقالوا: محكوم ثلاثمائة سنة ويقاوم ماذا لو كان طليقا؟؟؟ كيف معه سنتفاهم؟ قال أحد السجانين باستهزاء مثل هذا بين الحياة والموت فلا تأبهوا به ... لقد يئس من الحياة والسجن افقده عقله كان يسمعهم ويصمت ويخط على جدار زنزانته الويل لكم، الموت لكم خلفي شعب عظيم سيسحقونكم بالنعال وسيذيقونكم الموت الزؤام لاتفرحوا بسجنكم لي فمعي آلاف الأخوة كلنا نعاني سطوة الجلاد والكل فداء للبلاد رايتنا خفاقة ترعبكم ألوانها سيحملها الصغار قبل الكبار وسنعيش فوق هذا الثرى ثوار أحرار ولتخسأ معتقلاتكم بقلمي: دكتور قاسم المجالي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق