الأربعاء، 26 يونيو 2019

شَربْتُ المرّ منْ غَضب اللّيالي بِنشْرِ الوعْي يتّسعُ المجالُ***فيــــولَدُ منْ ثقــــــــافَتـــــنا الرّجــــــــالُ ويحْيا المُلهمونَ بكلّ قطْر***حياةً تستــــــــــــــــــقيمُ بها الخــــــصالُ فنُبْدعُ بالقرائحِ كلّ خلقٍ***وفــــــي أوْطانــــــنا يحْــــلو المـــــــــــــآلُ وأمّا الآنَ فالإنسانُ أضحى***ضعـــيفاً قد ألــــمّ به الهُــــــــــــــــــزالُ كأنّ شُعوبنا نامتْ فهانتْ***وفي أحْــــيائِها كَثُـــــــــــــرَ السُّــــــــــعالُُ //// لماذا نحنُ نبدعُ في الحيلْ***ونؤْمنُ بالخـــــــــــــــــــــــداعِ وبالدّجــلْ؟ هل القيمُ استبدّ بها التّدنّي؟***أم البُلداءُ قد قـــــــــــــــتلوا الأمــــــــلْ؟ أجيبوني عن سؤالي لوْ سمحْتمْ***فقد كثُرَ الكلامُ بلا عـــــــــــــــــــملْ أراكُمْ نائمينَ ولستُ أدْري***أهذا حالكُــــــــمْ أمْ ذا كَســــــــــــــــــلْ؟ تقهْقرْتُمْ فَأَصْبحْتُم عَبيداً***ولا أدْري متـــــــــــــــى يأتي الأجـــــــــلْ //// حرامٌ أن نعيش على الشعير***ونصْبر للأذى صبْــــر الحــــــــــمير ألم تر كيف أصبحنا شعوبا***تقاد مع الوحــــوش إلى السّــــــــــعير؟ تجمّد سعينا في كلّ حقل***وأمسى الكادحون علـــى الشّــــــــــــــفير وصار الفقر مشتملا علينا***كأنّ الفــــــــــــــــقر أفضـــل للأجيــــــر وعند النّوم تنهزم الأماني***فنكثر في الشّـــهـــيق وفي الزّفيـــــــــــر //// بكلّية السّجون قرأت درسي***وتحت النّائبات كســــرت رأســــــــي شربت المرّ من غضب اللّيالي***وضاق الصّدر من مأساة حبـســـي وكنت أرى التّسلّط في حياتي***يحاصر جرعتي فتضيق نفســـــــي وتلك دروسهم في السّجن كانت***وعـــــبر سرابها يزداد بأســــــــي وأذكر أنّنــــــــــــــي في كلّ يوم***أسافر في المآسي عند أمــــــسي //// بنشر الوعي تنتصر الشّعوب***ومن هــــــــــــفواتها تصحو القلوب تدجّنت النّفوس على التّدنّي***وفي شرك الشّمال هوى الجــــــــنوب وعربد غيّــــــــنا في كلّ فعل***فشاعت في مســــــــالكنا العـــــيوب كأنّ شعوبنا فقــــدت هداها***فخاف النّاس وانطـــــــــــلق الهـــروب وفي أوطاننا تجري المآسي***وشمس المـــــــــجد أدركها الغـــروب //// سئمت العيش في وطن الخراب***وقد بيع القــــــــــطيع إلى الذّئاب وأسفرت النّـــــــــــتائج عن بلاء***به الأوهام تسقط في السّـــــراب وســــيق الكادحون وهم رقود***إلى عــــــــصر تنوّع في الخـــطاب وليس بصحّ عند النّاس شيئ***وهم سئموا التّلاعب في الحــــــساب كذلك يستــــحيل مع التّدنّي***تقــــــــــــــدّم من تعثّر في الكـــــتاب //// سيسمع صرختي البشر اللّبيب***فيدرك أنّني رجل غـــــــــــــريب أصبت بنكسة في قعر سجن***وتحت عمامتي اشتعل المـــــــشيب قضيت عقوبة من دون ذنب***فأحرقني التّســــــــــــــــلّط واللّهيب وكان الدّرس في حبسي عسيرا***فما نفع البكاء ولا النّـــــــــــحيب وفي زنزانتي أمضيت تسعا***من السّنــــــــــــــوات دوّنها الرّقيب //// درست السّحل في أدب السّجون***وكنت كمن تعلّــــــــــم بالجنون شربت المرّ من خبب اللّيالي***فعشت مكبّلا بأذى السّـــــــــــجون أصارع في النّهار ظنون نفسي***وفي الظّلماء ترعبــــني ظنوني تكسّرت المآسي فوق رأسي***وفاض الدّمع فانتفــخت جـــــــفوني وكان الله فـــي عوني كريما***فمرّ البأس وانفتــــــــحت عـــــيوني محمد الدبلي الفاطمي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق