السبت، 4 أغسطس 2018

غزة الآن ... لا مكان مناسب ولا رجل مناسب ... والتعايش فقط من أجل المكاسب ... فمنهم من يحمل شهادة إدارة أعمال ... والعمل فيها شبه محال ... وشهادة تعليم أساسي ... يعمل سائق أجرة ... وفي رقبته أسرة ... حالها بالعسرة ... وهناك من يحمل شهادة هندسة ... يعمل مدرس إنجليزي ... خبرته مقيدة ... وأفكاره مكبلة ... وشرطي مرور ... على المفترقات يدور ... لديه أوامر صارمة ... ومخالفات صادمة ... يوقف السيارات ... بالإشارات ... والصوت والصافرات ... ويفور دمه ... ولا شهادة معه ... وخريج تكنولوجيا المعلومات ... لديه محل صيانة ... يخلو من قطع الغيار ... وتراوده الجباية ... وليس لديه خيار ... جزء للكهرباء ... ومصائب الإيجار ... وخريج رياضيات ... كأن وقت التوظيف عليه قد فات ... وخريج لغات ... يمدد شبكات اللدات ... ومهندس ديكور ... لا يمتلك الحاسوب ... ومن يمتلك ... من الصباح حتى المساء ... ينتظر دور الكهرباء ... وخريج اللغة العربية ... يدرس معها التربية الإسلامية ... وخريج التربية الإسلامية ... يوم الجمعة يخطب الخطب السياسية ... ثم يتذكر تخصصه ... فيعود في الآخر ... ليقول صبرا آل ياسر ... أما خريج الكيمياء ... حسب توفر مواد الإنشاء ... يعمل عامل في البناء ... والمسؤول عنه ... جاره أو ابن عمه ... كأنه معهم غريب وبالغربة ... وما أشد ظلم ذوي القربى ... ! وشهادة الأحياء ... يتمنى العمل ... والفيزياء ... ليس له أمل ... وتحاليل مخبرية ... متطوع لنهاية الأجل ... وخريج الجغرافيا ... نسي مساحة بلده ... وتناسى حدود وطنه ... من مطالب ابنته وولده ... وخريج التاريخ ... يدرب الجيش على التسليح ... وخريج التشريح ... يتمني السفر ... لا مجال له ولا له مجال ... ولا إذن للخروج ولا حتى التسريح ... ومفتش صحة ... يتعين واحد ... والباقي ... عمال مصانع ... والمسؤول ... راسب من رابع ... وعلاج طبيعي ... يتعكز بالشارع ... ليس كبير أو متواضع ... بل يشكو من شد العضل ... والطبيب ... تنقصه الخبره ... وإن وجدت ... تنقصه الإبرة ... ومدير عام ... عقله خام ... عن التخطيط قد صام ... وسكرتير ... يبيع رخام ... وأحيانا ... شبابيك حمام ... وبكل جدية ... هناك رؤساء للبلدية ... يديرون كل ساحة ... ولا علم لهم بفن المساحة ... ومدير سجون ... دوما مديون ... والدائن ... عنده مسجون ... والتاجر ... مشغول البال ... لا يقدر تسديد المال ... والعسكري ... شاب متصاعد ... ومصنف ... عسكري متقاعد ... والراتب ... لا يكفي البنك ... مخصوم ... قبل الإيداع ... ولا نحصي ... هول الأوجاع ... ولا ندري .. طفله كم جاع ... ! ورئيسي ... تاجر عقارات ... يبيع الأرض ... بالدونومات ... والأجرة ... بضعة دولارات ... حال غزة ... يزيد الظمآن ظمآ ... فيا أيها الملأ ... أفتوني في دنياي ... الشاعر محمود السلطان .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق