الثلاثاء، 23 نوفمبر 2021

الشاعرة الفلسطينية/مها محمد


الجرح الدَّامي
_البحر : الوافر
نزيفُ الجرحِ يعلو كُلَّ صخر ___فهل  لضمادةٍ وقفٌ لنهْرِ
بدمعِ القلبِ يبكي كُلُّ حُرٍّ ___فقد جفت دموعٌ  بعدَ نحْرِ
فمن يا غزَّةَ الأحرارِ منَّا ___ سيلقى من عجائبِ كُلِّ صبْرِ؟!
على الأعتابِ آلامٌ وقهرٌ ___لصمتٍ قد يُعابُ ككلِّ عُهْرِ
أما في العُربِ أشبالٌ كجدٍّ ___إذا ما سارَ  آباءٌ  كقبْرِ
فيا أسفا على ماضٍ تولَّى ___ بكلِّ كرامةٍ جفَّت كصخْر
................
إذا ما ذُلَّ عالٍ عندَ صفوٍ ___ من اللَّذاتِ عادَ بكلِّ شرِّ
ليبني كُلُّ مهزومٍ جداراً ___ ويحسبُ أنَّهُ أضحى كصقْرِ
ويَضربُ بالمثالبِ كُلَّ وجهٍ ___ ليبقى شامخاً في كُلِّ دحْر
وقد نادت حرائرنا بقدسٍ ___ فكانَ الصَّمتُ يعلو  كُلَّ صهْر
فلبينا النِّداءَ وكانَ ضربٌ ___ بكلِّ عزيمةٍ  من  كُلِّ  حُرِّ
سنرشقُ كُلَّ بلداتٍ لجرذٍ ___تخبَّأَ في الملاجئِ بعدَ صَفْرِ
................
صو..ا..ري..خُ المقاومِ لاتبالي ___ بمن  قد كادَ  إخواناً  بكَفْر
فتحرقُ قلبَ صه..يو..نٍ بنارٍ ___ وها قد جُنَّ من تدميرِ قفْر
فترمي  كُلَّ  أحياءٍ  بضربٍ ___ من الجوِّ المدمِّرِ  كُلَّ  قصْرِ
فما رحمت  لنا شيخاً مُسنَّاً ___ ولا طفلاً  يُهدهَدُ  بالمُدِرِّ
وشبانٌ كوردِ الحقل تترا ___ لمشفى فيهِ مكلومٌ بكسرِ
وعيدٌ للشهيدِ بدا كعرسٍ ___ يودِّعُ  كُلَّ محبوبٍ  لقبرِ
...................
أباركُ للَّذي يحظى بخلدٍ ___ بجنَّاتٍ لها من كُلِّ عصْرِ
شبابٌ نالَ أغلى ما تمنَّى___ودنيا لا تجودُ بكلِّ نصْر
إذا حكمَ الجبانُ وعاثَ ظُلمٌ ___ فردٌّ قد يجودُ بغيرِ صبر
ومن ركبَ الشَّوامخَ ليسَ يدري ___نهايةَ ما يؤولُ لكلِّ صدْرِ
وللأحرارِ دربٌ غيرُ سهلٍ ___ إذا ما  نالهُ  قربٌ  بضُرِّ
ولاءٌ بعدَ داءٍ كانَ صعباًً ___ وأعوامٌ مضت مع كُلِّ حصْرٍ
....................
إلهي ما لنا غيرُ استباقٍ ___ لمحو العارِ عن قدسٍ كصِفْرِ
وأنت مجيرنا في كُلِّ حربٍ ___ لشيطانٍ تعدَّى كُلَّ هَصْر
يرى قتلاً يوازي كُلَّ  مالٍ ___ بمعركةٍ  تبوءُ  بكلِّ  خُسرِ
وها قد زادَ من ضربٍ لشعبٍ ___ بكلِّ ضراوةٍ تسعى لِضُرِّ
فلا شجرٌ ولا حجرٌ سيبقى ___ بُعيدَ القصفِ من بَرٍّ وبحْرِ
فصلِّ على الحبيبِ وآلِ بيتٍ___ وكلِّ مؤازرٍ  يدعو  بنصر

بقلمي
الشاعرة الفلسطينية مها محمد 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق