الأربعاء، 8 ديسمبر 2021

د.أسامه مصاروة/ محيط هوانا

محيطُ هوانا
مُحيطٌ هوانا لا تروْنَ مِثالَهُ
سُيولٌ مِنَ الأفكارِ تجْري خِلالَهُ
كُنوزٌ مِنَ الأشْعارِ تُثْري رِمالَهُ
فَتُحْيي لِمَعْدومِ البيانِ خَيالَهُ

مُحيطُ هوانا طاهرٌ مثلَ زمْزَمِ
وإنّي بروحٍ بلْ بقلبٍ مُتيَّمِ
أنادي أيا حُبّي الكبيرَ ألا افْهَمي
ضُلوعِيَ صرْحٌ فاسْكُنيها تقدّمي

محيطٌ هوانا كالسماءِ مُمَدَّدُ
جميعَ الورى يعطي ولا يتردَّدُ
ويُعطي بلا شرطٍ فلا هوَ يحقِدُ
ولا هُوَ مثْلَ الناسِ يطْغى ويَحْسِدُ

محيطٌ هوانا لا يُكَدِّرُ طبْعَهُ
رياءٌ نفاقٌ ولا يُغيّرُ وضعَهُ
لهُ الأمرُ دومًا لا يُبدِّلُ شرْعَهُ
ولحنٌ علينا أنْ نُراعِيَ وقْعَهُ

محيطٌ يعومُ البدرُ فيهِ ويسبَحُ
وَيعْدو مَعِ النجْماتِ لهوًا ويمْرَحُ
ومِنْ ثمَّ يشدو بالغرامِ ويَصْدَحُ
ويَروي لنا شِعرَ الهُيامِ ويَشْرحُ

وتوقِظُنا شمسُ الهوى بِحنانِها
وُتُلْهِبُنا عشقًا بسحرِ بَيانِها
فَنرْقى ونَسْمو في بديعِ كَيانِها
وَنقْضي زمانًا في ربيعِ أَمانِها

هوانا كتابٌ لا يجِفُّ مِدادُهُ
لطيفٌ عفيفٌ لا يَضيعُ رشادُهُ
وما نبتغيهِ أنْ يَظلَّ مُرادُهُ
سلامًا لنا حتى تقومَ بلادُهُ

هوانا نبيلٌ لا يُشابِهُهُ هوى
فقلبي أنا ما ضلَ يومًا وما غوى
هوَ الحُبُّ في أعماقِهِ دُررًا حوى
ولنْ تخْتفي حتى وَإنْ أَزِفَ النوى

هوانا على صخْرٍ نقشْنا حُروفَهُ
يُقاوِمُ أهوالَ النوى وَصُروفَهُ
وَوضْعًا كئيبًا قدْ مللْنا ظُروفَهُ
وأيضًا صِراعًا قدْ سئِمْنا خسوفَهُ

حبيبي كلامُ الحبِّ نُنْشِدُهُ شِعْرا
وفوقَ روابي العِشْقِ ننشُرُهُ عِطْرا
أَلا إنَّ في عذْبِ الغرامِ لَسِحْرا
يُخلِّدُ للعُشاقِ ما ينفعُ الذكرى

حبيبي هوانا للصديقِ مسالمُ
ولكنْ لِطُغيان الأعادي مُقاومُ
وَمهما طغوْا لا ينْحَني أو يساوِمُ
فويْلٌ لأَهواءٍ سبتْها المغانِمُ
د. أسامه مصاروه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق