الخميس، 9 ديسمبر 2021

أدهم النمريني/ جراح الغربة

جراحُ الغربة

أضعتُ نفسي متى ياشــــامُ ألقاني
مَتى يُلملِمُـني بالوصــلِ عنوانـــــي؟

مَتى أودّع آلامــي ، وذاكِرتـــــــي
تزهـــو إذا امتلأَتْ من بعد نسيــانِ

ما غــــابتِ الشّمسُ إلّا ساقنـي ألمٌ
كأنّ في قُرصِهــا ألـوان أحزانــــــي

وعتمة الليلِ لو حَطّـتْ عباءتهـــــا
تكتّلَ السّهدُ جيشــًا فوقَ أجفانـــي

حظّي من الليــلِ شعرٌ رَقَّ لي فَبَدا
من لوعتـي وَتَرًا يبكــي بأشجــــانِ

يُدندنُ الآهَ في كفّيـْهِ فَانْكَسَــــرَتْ
كلُّ الأماني على شَهْقـاتِ أوزانـــي

إن هَزّنـي وَجَـــعٌ هَلّـتْ مدامِــــعُهُ
كأنّـهُ وَلَـدٌ يشتــــــــاقُ تحنانــــي

وليسَ في جَعبتي شهــدٌ لأطعِــمَهُ
فما يُؤَرّقُـــــهُ بالقهـــــرِ أبكـانـــي

لمّا ذكرتُكِ ياشـــام الهــوى عَـبَثَتْ
نسائمُ الوجدِ في أغصـانِ حرماني

لي غربَ حوران أهلي كلّما ذُكِروا
بكيتُهم والبُكـا بالليــلِ من شانــي

في الصّدرِ يَلْعَجُ شوقٌ حيثما لَمَعَتْ
ذكرى تعانقُـني من فعلِ إخوانـــي

في غربتي يستحيلُ السّعدُ مقربتي
كأنّ لي بالأســى سهمًا وأردانـــي

وكلّمــا أَبْحَرَتْ للسّعدِ قافيتــــي
تخونُني الرّيحُ في إِتْيانِ شُطآنــي

قواربي في الهوى تشتاقُ شاطئها
وشاطئُ الحُبِّ أمسى دونَ عنوانِ

متى يُكَفْكَفُ من شُطــــآننـــا ألمٌ
وتستريحُ طيــوري فوقَ أفنــــانِ؟

جرحي كبيرٌ إذا ما بـِنْتُ عن وطني
وغربتي والجوى يا ناسُ جُرحـانِ

أدهم النمريني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق