الأحد، 28 نوفمبر 2021

د.أسامه مصاروة/ لا ينال النصر يوما باقتتال

حكايةُ حوارِ بين جيليْن
بعدَ أنْ ألقى خطابًا بانْفعالِ
في اجتماعٍ من نساءٍ وَرجالِ
قالَ: "هلْ عندكمُ أيُّ سؤالِ"
وقفتْ امْرأةٌ تُدعى ليالي
وبِكلِّ العزمِ قالت "لا تُغالي
يا زعيم القومِ أمّا عن سؤالي
غيرُ شرٍّ منكَ لم يأتِ الأهالي"

"اخرسي يا من تريدينَ انْشغالي
عنْ أمورٍ عندنا جِدُّ ثقالِ
أنتِ أفعى في قناعٍ من جمالِ"

"يا زعيمَ القومِ أرجوكَ جِدالي
لمْ أقلْ كفْرًا ولم أطلبْ نزالي
ربّما ترغبُ حتى في اعْتقالي
كيْ تظلّوا في فسادٍ وانْحلالِ
ويظلُّ الشعبُ يحيا في الظلالِ
نحنُ في وادٍ وأنتمْ في اعتلالِ"

"ليكنْ هل من دليلٍ أو مثالِ
أمْ كلامٌ ليسَ إلّا وَتعالي"

"إنَّ شعبي أولًا تحتَ احتلالِ
ونظامُ الحكْمِ أيضًا في اختلال
كيف نصبو للمعالي بابتذالِ
كيفَ نرقى بانْقسامٍ وانفصالِ"

"يا ليالي مهما طغوْا لا تُبالي
كلُّ ما يرجونَهُ أصلًا خيالي
نصرُنا آتٍ ولا شكٌ ببالي"

"يا خطيب القومِ إنّا في هزالِ
أوْ بعجزٍ أو بإذلالٍ عُضالِ
قد أذلّونا بلا أدنى فعالِ
لا وربّي فضعيفُ النفس خالي
ونظامُ الحكمِ للنخوةِ قالي"

"لا تلومينا ليالي لا تغالي
نحنُ نسعى من نضالٍ لنضالِ"

"قد سئِمْنا القولَ فالمسؤول سالي
وعدوُّ القدسِ محبوبٌ وغالي
وعزيزٌ مثلما عمّي وخالي"

"إنّ هذا اليأسَ في وزنِ الجبالِ
وأنا لمْ أخشَ يومًا من نزالِ
فنسورُ الجوِّ تحيا في الأعالي
هل نراها في وهادٍ أو ظِلالِ؟"

"كمْ سئمْنا من خطاباتٍ طوالِ
أو شِعاراتٍ من الفكرِ الخيالي
يا زعيمَ القومِ من غيرِ معالي
لا يُنالُ النصرُ يومًا باقتتالِ
بين أهلٍ وانْقسامٍ وانْفصالِ
بل بفكرٍ واتحادٍ ونضالِ"
د. أسامه مصاروه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق