الجمعة، 12 يونيو 2020

حمدان حمودة الوصيف/أغنية الهوى

أُغْنِيَةُ الهَوَى...
هَذِهِ الـدُّنْيَـا سَـرَابٌ في سـرَابِ
ويَمُـرُّ العُمْـرُ فِيـهَـا كالسَّـحَــابِ
فَلِمَـاذَا تَبْـتَغِـي هَـجْـرًا وتَـقْسُو
وتُذِيقُ القَلْب آهَـاتِ الـعَذَابِ؟
إنَّـمَـا العَـيْــشُ لَـنَـا سَـاعَـــاتُــهُ
وضَيَـاعُ العُـمْـرِ أَجَلُّ الـمُـصَـابِ
فَتَـعَـالَ نَـتَسَـاقَ الـحُبَّ صِـرْفًا
ونُـغَـنِّ لِلـْهَـوَى، بَـيْـنَ الـرَّوَابِـي.

إنَّـمَـا عُـمْـرُ الـرَّيَـاحِيـنِ قَـصِيرُ
ورُجُـوعُ الأمْـسِ لِلْيَوْمِ عَـسِيـرُ
وسِنُون العَيْشْ تَمْضِي، تَتَـوَالـَى
ورَحَـى الأيَّـامِ بـالعُـمْـرِ تَــدُورُ
كلُّ يَـوْمٍ فَاتَ في بُعْـدِكَ لا يُحْـ..
..سَبُ مِن عُمْرِي، وقَدْ فَاتَ الكَثِيـرُ
لَوْ حَسَبْتُ العُمْرَ دَهْـرًا ،وَشَبَابِي
بِـرِضَاكَ، مَـا عَـرَفْتُ كَـمْ شَبَــابِي...

اِسْـأَلِ الأيَّامَ عَنْ عُـشَّاقَ كَـانُوا
ثُـمَّ رَاحُوا، لـمْ يُـخَلّـِدْهُـــمْ زَمَانُ
قَــدَرٌ حُـبُّـكَ لـمْ أًدْرِ لِـمَـاذَا
جَـمَعَـتْنَـا صُدُفَـاتٌ ومَـكَـــانُ
كُلُّ مَا أدْرِيـهِ أَنِّي ذُبْتُ شَوْقًا
فِيـكَ، يَـوْمًا، وهَـوَاكَ لِي أَمَانُ
بِـأَبِـي أَنْـتَ وأُمِّي يَـا حَـبِـيـبًا
فِيهِ عُمْرِي وسُـرُورِي وشَبَابِـي.

قَدْ أذَبْتُ الشَّوْقَ في سِحْرِ اللَّيَالِي
وهَـفَـا القَـلْـبُ لِأيَّـامِ الـوِصَـــالِ
وأذَعْتُ سِرَّ تَعْـذِيبِي وشَـوْقِي
في الرَّوَابِي، والبِـحَارِ، والـجِـبَـالِ
طَـالَـتِ الأيَّـامُ في صَـدٍّ وهَـجْـرٍ
أُتُـرَى أَنْتَ بـِحُـبِّـي لا تُـبَــــالِي؟
فإذا فَـكَّـرْتَ ، يَوْمًا، في وْصَالِي
فابْـعَثِ الوَعْدَ عَلى زَهْـرِ الـرَّوَابِــي.
حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)
"خواطر" ديوان الجدّ والهزل"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق