الجمعة، 12 يونيو 2020

د.أحمد محمود/متى تحط النوارس على الأشجار

قصيدة:" متى تحط النوارس على الأشجار " – رسائل إلى فلسطين
شعر د. أحمد محمود – 6 شباط ،2014
(1)
أيتها النوارس المغادرة
أيتها الطيور الراحلة
أيتها العصافير المهاجرة
يا أسراب الهجرة
يا أسراب المهاجرين المرتحلة
أيها الباحثون عن مستقر
عن كوخ أو عن مقر
عن حبة رمل على دروب السفر
عن قطرة ماء في صحارى سقر
عن رحلة سرمدية
عن بطاقة وهوية
عن قطعة أرض وجنسية
عن شقة خشبية
في قلب المجزرة،
البربرية، الوحشية
في المدن الغربية
الأوروبية والأمريكية،
وفي طرقات المعمورة المنسية.
(2)
أيها الباحثون عن رحلة
في الآفاق البعيدة
في جزر المحيطات النائية
والأخاديد الثلجية، المهجورة
في سدفة المنفى
تبحثون عن مرقد عنز، في الغربة،
عن ومضة نور، عن نجمة
عن نقطة ضوء في ليل العتمة
في مغر الدجوة والظلمة
وفي سراديب الغيب،والغيبوبة، الأبدية.
(3)
أيها الباحثون عن غيمة
مجبولة بعطر الأمطار والندى
عن لقمة عيش مغموسة
بدم الترحال والحيرة
وجراحات الجفوة والغربة
وأوجاع الاغتراب، والعزلة
ومتاهات الانتظارالمبهمة
ومسارات الأسفار اللامنتهية.
(4)
أيها الباحثون عن سكن، عن خيمة
يضوي فيها قنديل أو شمعة
أو لحظ كوكبة
أو لحظة إشعاع من جفن يراعة
أو فراشة ليلية
قدمت من روض الجنة
أو نسمة
هبت وانسدلت من الثريا
من على سطح شهاب عابر صوب الهاوية
أو ضحكة عصفور وردية
تنساب على وجنة ياسمينة شرقية.
(5)
أيها الباحثون عن ظل شجرة
عن بقعة أرض تسكنها أطياف الهدأة
عن نسمة حرية، أو ضحكة
في يم المطر، الهادر، المدرار.
أيها الحائرون وراء الثلوج المتصلدة،
وتحت درجات الثليج العالية
وأكداس البرد المتجلدة، المتحجرة
والبرد اللاذع في قيعان كهوف الأصفار
البرد القارس، والهروب، والاختباء، والأعذار.
(6)
أيها المهاجرون، الباحثون عن الاستقرار
متى يتوقف القطار
متى ينتهي الصفير
ومتى تحطون ركاب الرحيل والمسير،
والترحال، والتنقل، والأسفار
متى يرتاح المسافر في خضم هذا السعار
ومتى تحط الطيور على الأشجار
ومتى تبني النوارس وكناتها بين الحصى والأحجار
في مروج فلسطين، وسهولها، وشطآنها، رغم الإسار
وتحضن في أعشاشها أحلام العصافير الصغار.
بقلمي د. أحمد محمود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق