الاثنين، 26 يوليو 2021

محمد عبد القادر زعرورة/لست ناسيها

..................................... لَسْتُ نَاسِيها ....................................
... الشاعر ...
...... محمد عبد القادر زعرورة ...

مَتَىَ سَتَعرِفي أَنَّ هَواكِ يَشغَلُني
وَأنَّ نَبرَةَ صَوتِكِ ما زِلتُ أَحكِيها

مَتَىَ سَتَعرِفي كَم أَذكُرُكَ يا قَمَري
وَأنَّ صُورَتَكِ بِصَدرِي ما زِلتُ أُخَبِّيها

وَإن نَظَرتُ إِلَيها تَبسِمُ لي فَرَحَاً
أُقَبِّلُها تُقَبِّلُني مِن دَمعي أَسقيها

أُحَدِّثُها عَن مَا مَضَىَ مِن عُمرِنا
تُحَدِّثُني بِلَهفَةِ المُشتاقِ تَبكي مَآقِيها

فَأَبكي عَلَى بُكائِها أَسِفَاً تُعاتِبُني
تُؤَنِّبُني تُعَذِّبُني عَلَىَ مَا فَعَلتُهُ فِيها

هَجَرتُها مِن بَعدِ أَن غَرِقَتْ لِغُرَّتِها
بِهَوَى حَبِيبٍ آمَنَت فِيهِ وَكَانَ هَاوِيها

سَمِعتُ صَوتَاً مِنَ الأَعلَىَ يُهَدِّدُني
مَاذا فَعَلتَ بَزَهراءٍ أَحرَقتَ مَاضِيها

هَبَّتِ الرِّيحُ عَاصِفَةً لِتَأكُلَني وَتَذرُوني
كَما تَذرو قَشَّ السَّنابِلِ أَمامَ ذَارِيها

بَكَتِ السَّماءُ عَلَىَ بُكائِها غَضَبَاً
فَأَغرَقَتني دُمُوعُها فَصُرتُ راجِيها

هَيَّا اِغرِقيني أَرِيحيني مِن عَذابٍ
يَحرِقُني وَيَشوِيني بِذِكرَىَ لَستُ نَاسِيها

هَيَّا اِغرِقيني حَطِّمي عَظمِي قِطَعَاً
وَأَرجوكِ اِقذِفِيني بِدَربٍ كُنتُ أَمشِيها

تَجَهَّمَ الغَيمُ وَاسْوَدَّت مَباسِمُهُ فَأَمطَرَني
بِسَيلٍ يَحمِلُني كَقَشَّةٍ وَيُلقِيني بِوَادِيها

مِثلُ الدُّمَىَ يُدَحرِجُني فَأَشرَبُ طَميَهُ
فَأَختَنِقُ وَأصرُخُ هاتِفَاً يَا لَيلَىَ أُنادِيها

سَمِعَتْ نِدائِي فَأَسرَعَتْ نَحوِي مُهَروِلَةً
لِتُنقَذَني هَذا حَبِيبي وَمَدَّتْ لِي أَيادِيها

قِفْ أَيُّها الغَيمُ فَما دَهاكَ وَمَن دَعاكَ
لِتُغرِقَ زَهرَةً أَعشَقُها وَكُنتُ أَسقَيها

بَكَتَ الغُيُومُ السُّودُ عَلَىَ فَتاةٍ عُذِّبَتْ
كَانَ الهَوَىَ مُعَذَّبُها وَالمَحبُوبُ كَاوِيها

وَبَعدَ أعوامٍ جاءَتْ لِتَسأَلَني تُعاتِبَني
كَيفَ أُصَدِّقُ حُسَّادَاً وَبُغَّاضَاً تُعادِيها

فَبَكَيتُ أَذرُفُ دُمُوعَ الجَمرِ كَاوِيَةً
تَجرِي بِخَدُِي تَطلُبُ صَفحَ رَائِيها

سَالَتْ كَمُهلٍ تُطلِقُ الآَهاتِ حَسرَتُها
وَأَنَّاتٍ مِنَ الأَعماقِ تَسمَعُها تَوَاسِيها

مَا الحُبُّ إِلَّا لِسَمراءٍ مَا زِلتُ أَعشَقُها
حَسنائِي مُنذُ الطُّفولةٍ تَعشَقُني وَغَاوِيها

كُنتُ أَعشَقُها وَتَعشَقُني وَتَقطِفُ الأَزهارَ
أَيدِينا نُشَمشِمُها بِشَوقٍ وَتَهدِيني وَأَهدِيها

وَأَكتُبُ بِاسمِها الأَشعارَ أَذكُرُها وَأَوصِفُها
وَأرسُمُها بِأَلوانِ الرَّبيعِ تُناجِيني أًناجِيها

فَتَبسُمُ أَزهارُ الفَراشاتِ وَتَنثُرُ عِطرَها
بِكَلِماتٍ أَكتُبُها تُذَكِّرُني بِها تَرقُصُ قَوافيها

فَهَوىَ الأَرواحِ لا يَقتُلُهُ إعصارٌ وَالرُّوحُ
تَختَزِنُ الهَوىَ تُخَبِّئُهُ بِأَعماقِ خَوابِيها

....................................
كتبت في / ٢٤ / ٧ / ٢٠٢١ /
.... الشاعر .....
........ محمد عبد القادر زعرورة ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق