طُـوِيَ الكتـابُ وجَفّـتِ الأَقـلامُ
وَمَشـى غريبـاً بينَنـا الإســلامُ
وَتَقَيّحَـتْ فينـا المَفاصـلُ غَضَّـةً
فإذا العِظامُ علـى العِظـامِ حُطـامُ
جَسَدٌ تَهـاوَى بعـد أنْ دانـتْ لـه
قِمَـمٌ وناخَـتْ عنـده الأَحــلامُ
لا تَسْألونـي بـعـد دَقِّ رِقابِـهـا
كيف استعـادتْ وَعْيَهـا الأصنـامُ
كانت تدورُ لنا الشمـوسُ تَوابعـاً
وتسيـرُ فـي أفلاكِنـا الأجــرامُ
جَرَتِ العقيدةُ سَلْسَلاً فـي صدرِنـا
فأَتَـتْ تَـمُـدُّ أكَفَّـهـا الأقــوامُ
جيلٌ على القـرآنِ أَحْنَـى صُلْبَـهُ
والليـلُ ذِكْــرٌ دائــمٌ وقـيـامُ
من نَبْعِـهِ نَهَـلَ الشبـابُ فأَيقنـوا
أنّ الرسـالـةَ غـايـةٌ ومَــرامُ
فَتَنَفّسَتْ فينـا المبـادئُ وانْبَـرَتْ
تَلِـدُ الرجولـةَ والأَنــامُ نِـيـامُ
ومشى بنا ركبُ الحضارةِ شامخـا
وعلـى يَدَيْنـا للعـلـومِ زِمــامُ
مـاذا اعْتَرانـا واعْتَـرى أيامَنـا
حيـنَ اسْتَقَـلَّ ظهورَنـا الأَقـزامُ
ساروا بنا نَفَـقِ الضّـلالِ وكُلُّنـا
خلـفَ الذئـابِ كأنّـنـا أَنْـعـامُ
صَمَتَتْ على زَخِّ السيـاطِ شِفاهُنـا
فكـأنّ حَشْـوَ شِفاهِـنـا أَقــدامُ
وتنازَلَتْ عـن عَرشِهـا أفكارُنـا
فالفكـرُ فـي أَعْرافِهـم إِجــرامُ
وغدا السلامُ مـع اليهـودِ سلامـةً
وغنيمـةً ترضـى بهـا الأَغنـامُ
أنا إن فَتَحْتُ النـارَ بيـن عيونهـم
وغـدا هنالـكَ للرصـاصِ كـلامُ
فـلأنّ ليلـي بالهـوانِ مُسَـرْبَـلٌ
وهنـاكَ ليـلُ الظالميـن غَــرامُ
قَـدَرٌ علينـا والمصائـبُ جَـمّـةٌ
أَلاّ ينـامَ عـن الجهادِ غــلامُ
حتى نَهُزّ الأرضَ تحت عُروشهـم
ليعـودَ بعـد الغُربـةِ الإســلامُ
***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق