إعادة نشر قصيدتي من ديوان همس القوافي
...........من دواليب الحكمة .............
ربيـــع العـمر يـــا اللـــه ولَّى
وبـات المـوت مسلولاً حُـسامهْ
"لقـد جرَّبت هذا الـــدهر حتى"
مشيبُ الرأس أفقِدَني الوسامةْ
فصغتُ الحرف من عُمْرٍ تفانى
غزاه الشـيب والإرهاقُ ضـامهْ
خيار الناس في الدنــيا ثلاثةْ
كريـــمٌ أو عليـــمٌ أو شـــهامةْ
وشرُّ النـاس في الدنــيا ثلاثةْ
بخـــيلٌ أو زنـــيم أو فخـــامةْ
فقير النَّفـس من يُغنيهِ مــالٌ
ويفقد في مجالـسه احترامهْ
يظنُّ الـمــال يرفـعُهُ مقــاماً
فيجني من مواقـفه النــدامةْ
رقيق النفس إن تعطيه يومـاً
وإن أعطــاك فلـتـلقى سـهامهْ
سليطُ القـول يسـبقُهُ لـسـانُهْ
وكثرُ الشَّـتم يا صحبي علامةْ
تجـنب أن تُــدانَ لكــلِّ نــذلٍ
تعيش العمرٕ مهـدورَ الكـرامةْ
وإن صادقت في الآنام وغداً
تعيـشُ العـمرَ منزوعَ الشَّهامةْ
غنيُّ الــمال لا يرضـيه شـيءٌ
غنيُّ النفـس تُرضـيهِ ابتـسامهْ
ومالي في هوى الأنذال إربٌ
ونفسي اليوم في الاخيار شامةْ
فصاحب من خيار الناس شهماً
وحــاذر أن تكـون كـما النّـعامةْ
تغط الرأس في الاوحال عمداً
وتطلـب من مخــابئها السـلامةْ
وتخفي في الرمال لها عيـوناً
وتُبـدي من مفــاتنـها الضـخامةْ
خبيث الناس من يعطيك حباً
ويخـفي فـي بواطــنه اللَّآمةْ
فهٰـذا البـدر قـد أعطـاك نوراً
وفي الأحشاء قد أخفى ظلامهْ
بقلم الشاعر يوسف عصافرة
البحر الوافر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق