الاثنين، 19 يوليو 2021

مختار اسماعيل بكير / وطني المسافر

وطني المسافر
آتٍ من الوجع البعيد لأجمعه
وطني المفرِّق أهله ما أوجعه!!!

والدمع من عينيه سال كأبحرٍ
هل يمسح الوطن المسافر أدمعه ؟؟؟

كان المقاتل والمناضل والذي
ما جاء شيء في الوجود وروَّعه

بل كلما تلقاه تُقسمُ أنه
ربُ الجمال فمَنْ لحاه وضيَّعه ؟!

وعوارضُ النقصان لا تدنو به
فالله أعطاه الجلال ومنبعه

ركب المخاطر والمحافل كلها
لا مجد في الدنيا أتى إلا معه

وطنٌ على عرش الحياة منمّقٌ
كيف استوى بالعرش ، أنَّى طوعه؟؟

صوتٌ إذا غضب ، الجبال تزلزلت
لم يهو يوماً أنْ يصيحَ بجعجعة

جاءت له الدنيا فأحكَمَ قبضةً
وسعى إلى المجد التليدِ فأخضعه

يأتي الغرامُ من الجنوب معطراً
وأتى غرامُكَ من جهاتي الأربعة

لو ضاقت الدنيا علينا ساعةً
جعل البسيطةَ والحياةَ لنا سَعَة

كان المداوي كل جرح غائر
والآن صار الجُرح فيه وصدَّعه

الكل يأخذ من ترابِكَ عُنوةً
فهويتَ من أبهى القصور ...لصومعة

كنتَ الخطيبَ الحرَّ فوقَ منابري
والآن تغرقُ في بحار التعتعة

أصبحتَ يا وطني الحبيب مقطَّعاً
مَنْ مَزَّقَ الشريان فيكَ وقطَّعه؟؟

إني أرى فيكَ الكلابَ تعاظمت
وأرى الوضيع وقد دنا كي نرفعه

رحنا نُمَجِّدُ في الغريب ومكْرِهِ
وله رفعنا كل يومٍ قبعة

قد "كان "...هذا الفعلُ صوتٌ ناقصٌ
فمتى المسافرُ يستعيدُ الأمتعة ؟؟!

وطني المخبيء سرَّه في أدمعي
أرواحُنا بترابِ أرضِك مُوْدَعَة

إِيَّاكَ نهوى والفؤادُ مُعَلَّقٌ
وعيونُنُا بجمالِ رسمكَ مُوْلَعة

يا أيها الحلم المسافر في دمي
أرني الطريق لموطني كي أتبعه

أعد الغريب عن الديار لأرضه
وأزل عن الشر الدفين الأقنعة

مختار اسماعيل بكير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق