الخميس، 9 يوليو 2020

عاطف أبو بكر/المصالحة

[المُصالَحَةْ ]
----------------------------------------------
أنْصحُكمْ أنْ تنْتَبهوا,أينَ يَكُونُ الشيْطانْ؟

في تصْريحٍ لا مَسْؤولٍ أو إعْلانْ

في عقْلٍ مقْفولٍ يضعُ سُدوداً أو جُدْرانْ

في أوهامٍ تتَحكَّمُ في وبعضِ الأذْهانْ

في أشْكالٍ باهِتَةٍ لا تُجْدي نَفْعاً في صَدَّ العُدْوانْ

في تأْميرِ طَواقِمَ فارِغةٍ   وبِلا تاريخٍ   أو  أوْزانْ

في   حلَقاتٍ   تعْتاشُ  على   الفُرْقةِ  كالديدانْ

في تَغْليبِ  أنانيَّاتٍ   وحِساباتٍ
ضَيِّقةٍ  ،والذاتِ،على  مصْلحةِ
الثوْرةِ   والأوطانْ

في  بعضِ تفاصيلٍ ،تَتَفَجَّرُ
مِثْلَ  قنابلَ  دُون   أمانْ

في شَرَرٍ  لم  يَخْمَدْ،تحتَ رَمادٍ   تحتَ  دُخانْ

في  أيْدٍ  تَلْعبُ   وتُخَرِّبُ  منْ  أزْمانْ

في  إِسْرَائِيلَ  إذا  دَسَّتْ  أنْفاً كالعادَةِ  والأمْرِيكانْ

في بَعْبَصَةٍ  مِنْ  بِعْرانِ  العربانْ

في  أشْياءٍ شَتَّى ،يعرِفها  في بلدي  حتَّى الصِبْيانْ

لن  تتَكَرَّرَ  هذي  الفرصةُ  بعدَ  الآنْ

والواجبُ يفْرضُ  ترْتيبَ  الْبَيْتِ الوطنيِّ  بإتْقانْ

ليسَ  على  ذوْقِ  ومِقْياسِ  فُلانٍ   وفلانْ

فمخاطرُ  جمَّةَ  تفْغرُ  فَمَها كالغِيلانْ

مَنْ   يُفْشِل   وَيُعَرْقِل  ألفَ  مُدانْ

ليسَ الأمرُ مُحالاً  ،بل بالإمْكانْ

لو غلَبَّ  كُلُّ  فريقٍ مصْلحةَ  الوطنِ العُلْيا،
لَتَوافقَتِ الأطْرافُ بَعَشْرِ  ثَوانْ

فإذا لم  يَتَّحدِ الفُرقاءُ  الآنَ أمامَ  العدْوانِ
وَغُولٍ   يُدعى  بالضمِّ ولِاْسْتيطانْ

فمتى  يَتّحِدونَ  ،فثَمَّةَ  أخطارٌ  تعْصِفُ  كالبرْكانْ؟

والوقتُ   يمُرُّ  سريعاً،فَكفانا
فلدى   الكثْرةُ   عَشْرَ   رجالٍ
وَامْرأتيْنِ ،وَذاكَ  فصيلٌ  يُدْعَى 
يملكُ  وزراءً ،ميزانيّاتٍ ،سيّاراتٍ 
ومكاتبَ ،أم  دكّانْ؟

والكلُّ  يُلمْلِمُ  أو  يترزَّقُ  بِاسْمِ فصائلنا  أشْكالاً  ألوانْ

ولدينا  رُتَبٌ   أكثرُ  مِنْ   جيشِ الصينِ   وَروسِيّا  والسودانْ

لكنَّ الفِعْلَ  ،حصادَ  الحَقْلِ  وحتّى  الآنَ  زُؤانْ

لا   بُدَّ  إذنْ،مِنْ  مِعْيارٍ   ثوْريٍّ
أو  تطهيرَ  الثوْرةِ  مِنْ   كُلِّ
العاهاتِ  وكلِّ الأدْرانْ

منذُ   سنينٍ   ما   كُنَّا   أبداً  أبداً
ثوْرهْ،بل كان  على الأوهامِ  رِهانْ

للنصرِ  شروطٌ   تحْكيها   عشراتُ
الثوراتِ   بألفِ   زَمانٍ   ومكانْ

للحريّةِ  قَالَتْ تجربةُ  الدُّنْيَا  شرْطانْ

توْحيدُ  جميعِ الطاقاتِ وحتَّى الحدِّ الأعلى،
مَعَ نبْذِ الأوهامِ  ،فلنْ   نَنْزعَ   حقَّاً 
مِنْ   نازيٍّ   بالإحْسانْ

وَحِوارٌ فِعْليٌّ  يوميٌّ  مَعَ   غاصِبنا
لكنْ،،،في   قلْبِ  المَيْدانْ،،

مَنْ   عاكَسَ  ذَلِكَ   وَهْمانْ

أو  جرَّبَ   أمراً   أثْبتَ  فشلاً   ثانيةً،خرْفانْ

لسْنا مِنْ  فَلَكٍ  آخَرَ ،كي  نُحْرزَ  حقَّاً بِطريقٍ   آخرَ،
ونقولَ   بلى،للنصر  طَريقانْ

فلَنا درْبٌ  دُونَ   قِتالٍ  دُونَ  عَناءٍ
إِنْ  كانَ   كَذَلِكَ   هاتوا  البُرْهانْ

كلُّ طريقٍ  فيها  ألغامٌ  أوهامٌ   وكمائنُ  أو  مُنْزلقاتٌ
إلَّا   دربُ  الثورةِ  فهوَ   أمَانْ

لا   حَقٌّ   يأتي   مِنْ   دونِ   مَلاحِمَ
تصْنعها   الثوْراتُ   ويصنعها
في  الميْدانٍ   الفُرسانْ 

أمّا إِنْ  كانتْ  تكْتيكاً ومناورةً  كي
يكْسبَ  هذا أو ذاكَ الجيرانْ

أو  يُدْخِلَ أحدٌ أحداً  في  فَخٍّ  ومسارٍ ،مِثْلَ الفئرانْ

أو كانتْ  ليستْ   لمَسارٍ يحْرقُ  كُلَّ الأوهامِ،
ويجْمَعُ  كُلَّ  الطاقاتِ ،لِنُحْرزَ  نصْراً   آآآنْ

فأنا  أعْلنُها  أَنِّي   لسْتُ   أبايعُ   أحداً مُنْذُ   الآنْ
------------------------------------------------
شعر:عاطف ابو بكر/ابو فرح
--------------------------------
[لروحِ الشهيد غسّان كنفاني]
-------------------------------
خطَراً  فاقَ  لِواءْ

قالتِ الشمطاءُ  غُولْدا
عنْ  يَراعٍ  مثلَ  رُمْحٍ
ظلَّ  دوْماً مُستقيماً  
دونما  أيِّ  انْحِناءْ

كانَ كنزاً  منْ  ذكاءْ

كان قصَّاصاً  رِوائيَّاً ،ثقافيَّاً 
لهُ  أُعطي  الّلواءْ

عائدٌ  ( نحْوَكِ)  حَيفا
طرَّزَتْ  خَدَّ  السماءْ

طارَ    فيها  وسِواها      صِيتهُ
عبْرَ  آلافِ العواصمِ والمدائنِ  
والبراري  والفضاءْ

كانَ  غسانُ يراعاً لا  يُماري
مثلما السيْفُ  مَضاءْ

كان  للأعداءِ دوْماً  مُقْلِقاً
فهمُ  خصْمٌ  بأرضي  ليس 
للشعْرِ وللنثرِ وللزرْعِ وللطيْرِ 
وللطفلِ ،ولكنْ للهَواءْ

أمَعَ  الأعداءِ، لِأبياتِ     قصِيدٍ
قصَّةٍ،آيةٍ  ،حتَّى  حديثٍ  نبوِيٍّ
بلبلٍ  يشدو ونايٍ ،تَبْتغونَ السِلْمَ
ما هذا الغباءْ؟
*       *     *       *      *      *
  لروح الشهيد وديع حدّاد
-------------------------
كانَ كالنَسْمَةِ،في الصَيْفِ وديعْ

كانَ  صَلْباً ثاقبَ الرؤْيا
وفي الرَّدِ  على  الخصْمِ
كصاروخٍ  سرِيعْ

كانَ  للأعْداءِ  رُعْباً،لا يُساوِمْ
ذرَّةً  منْ  ترابِ  الأرضِ،لو قالوا ،
كنوزَ  الكوْنِ لو تُعْطي سنَدْفعها،
فلا  لا  لن  يَبيعْ

كانَ  عَفَّ  الكفِّ  لم يُوُرِثْ
لأهلٍ  أو  لِذي  قُرْباهُ  مالاً  
ولو  قد شاءَ  إثْراءَ الأقاربِ  
مثلَ  تُجَّارِ المواسمِ ،يستطيعْ

ولهذا،رحلَ  الأمسَ  البعيدَ
وَما  زالَ  عملاقاً بأذهانِ  الجميعْ

فلِمِثْلِ  الفارِسِ  المغدورِ
كم  نحتاجُ   نحنُ  الآنَ
في  الوضعِ  المُريعْ؟

كنتَ  لَمَّا  كنتَ  يخشانا الكثيرونَ،
وَأمَّا الآنَ  لو تدري بِحالتنا،عيْناكَ
تشْرقُ  دونَ  شكٍّ  بالدُموعْ
-------------------------------------
شعر:عاطف ابو بكر/ابو فرح
ملاحظة:استشهد الشهيد غسان
بتاريخ ١٩٧٢/٧/٨م في بيروت
ووديع استشهد في اذار١٩٧٨م 
بالسم الصهيوني
---------------------------------
                    [قضاء حيفا]
 قرىً  مدمّرة لن تسقط  من  الذاكرة
---------------------------------------------
أسْموها  بعَروسِ  البحرِ  ولؤْلؤةِ  بلادِ  الشامْ

بينَ  الكرمِلِ  والبحرِ  تنامْ

تتعانقُ  والبحرُ  كزَوْجِ   حَمامْ

بينهما   عِشْقٌ   أبديٌّ   وَغَرامْ

هيَ   ثالثُ   مدُنِ   الوطنِ   المحْتَلِّ   بعدَدِ    السكّانِ 
وكانْتْ  كلُّ  المدنِ العربيَّةِ  في  المتوسطِ  قبلَ النكبةِ   
موْقعها  في  الصفِّ  الثاني  والثالثِ أمّا حيفا فأمامْ

حيفا   وُجِدَتْ   قبلَ   الميلادِ  بألْفٍ   ونصْفَ  الألْفِ   منَ   الأعوامْ

وعليها   مرّتْ   عشراتُ   الأقْوامْ

مَرّتْ   بحروبٍ   أحياناً   وَبأوْقاتٍ   مرّتْ   بِسلامْ

في   عهْدِ   الفاروقِ   إليها   دَخَلَ   الإسلامْ(١)

كانَتْ  قبلَ  النكبةِ  ميناءً  مشهوراً  ،وصناعيّاً
وتجاريّاً   وثقافيّاً   ببنَ   المدنِ   العربيّةِ  علَماً
مرْفوعاً   بينَ  الأعْلامْ

كانَ   الميناءُ،ومصفاةُ  النفْطِ   وخطوطُ  السكّةِ 
تجتَذِبُ   إليْها  عُمالاً منْ لبنانَ وسوريّا واليمنِ
ومصرَ  وإفْريقيَّا،وإليْها  جاء  الشْيخُ   القسّامْ

كانَ   بحيْفا  يعْمَلُ   كخَطيبٍ   وإمامْ

وَسعى عبْرَ  التحريضِ  الدينيِّ   لحَثِ  الناسِ 
على  الثوْرةِ  ،وعبْرَ  المسجدِ  أيضاً ،أولى  بؤَرِ
التنظيمِ   أقامْ

حيفا  كانتْ تتعايَشُ  فيها  الأدْيانُ ،،  هلالٌ  
وصليبٌ،،لكنْ   كان  وما  زالَ  بها  ما يُدعى
بِبَهائيّينْ

ليسوا  أصْلاً  منْ   نَبْعِ  فلسطينْ

جاؤوها   منْ   إيرانَ  كَمَنْفيِّينْ

صارَتْ  مرْكزهمْ،والحقُّ   فهمْ   منْ   مُحْتلِّ بلادي    مدعومينْ

والبعضُ يرى  فيهمْ،صُهْيونِيّينْ

وبكلِّ الأحوالِ  فهمْ  مِسخٌ  مشبوهينْ

كانتْ  حيفا  لمكانتها ، هدفاً   نوْعيّاً  للمحتلِّينْ

وَقُراها  أيضاً   كانتْ   هدَفا   غالٍ  وثَمينْ

دُمِّرَ   منها  واحدةً   فوْقَ  الخَمْسينْ

وعلى  تفريغِ  قراها كانَ  المحتلُّونَ  حريصِينْ

حيفا  والبحرُ  وكَرْملها  سيظَلُّونْ

كالقدسِ  لَنا، كأريحا  ،رامَ اللهْ ،كجِنينْ

والقائلُ  عكْسي  مَلْعونْ

مَنْ  أعْطاهمْ  حيفا،ليس  على   ذرّةِ   رَمْلٍ  فيها،مهما   قالَ   يَمُونْ

ستَعودُ  كما  كانتْ  ،وقُراها ،أنهاراً  وتِلالاً   وسُهولاً   وبساتينْ

حتَّى   لو  قاتَلْنا   المُحْتلِّينَ  ليوْمِ   الدِينْ
---------
السوامِيرُ  معَ  الصرَفَنْدِ  وَصَبّارينُ  

بعضُ  قُرى  حيفا   بِفَلَسطينْ

لم  يَسْلَمْ   فيها   لو  بَيْتْ

مِنْ   حِقْدٍ  صهيونيٍّ  كان   دَفِينْ
-----
طُبْرًيّةُ   والطيرَةُ   والطَنْطورَةُ   

لن   تبْقى   أبداً   مَقْهورَهْ

مهْما   كبّلَها  قيْدُ  العدوانْ

ستَعودُ   بأهْليها   معْمورَهْ
---
عرَبُ (ضُمِيري  والفقراءُ ونُفِيعاتٌ )

تاريخٌ   حَيٌّ   ما   ماتْ

دمّرَها   الغازي   كاملةً

بالبلدوزِ  منْ  سنَواتْ

لكنْ  ستعودُ  كما  كانَتْ

فيها   الدَبْكَةُ   والسَهراتْ
------
قِيسارِيّةُ ،قِيرَةُ ،معَ   قَنِّيرْ

زٓلْزَلَها    غُولُ   التدْميرْ

لكنْ   يَوْماً    سيَعودونْ

مِنْ   غُرْبَتِهمْ   والتّهْجيرْ
----
الكبّارةُ ،جَبعٌ،إجْزِمُ، والكَفْرِيِنْ

ماثِلةٌ   في   القلبِ   وفي  العِيِنْ

خضعَتْ   للإفْرنْجةِ  وَارْتحلوا

لَمّا   جاءَ   صلاحُ   الدِينْ
------
 المَنْسي،والهوشةُ ،ومَزارْ

ستعودُ   على   أيْدي   الثوّارْ

لا  شيءَ   سيبقى   في   يَدِهِمْ

جَبَلاً    وَحُقولاً   أو   دارْ
-------
وادي  عارةَ   والسرْكسُ  معَ  ياجورْ

نُقْسمُ  باللهِ  وبالبحْرِ  المَسْجورْ

لن   يهْدأَ   فيها   المحْتَلُّونْ

والزَمَنُ   كَدولابٍ   وَيَدورْ
-----
الغُبِّيَةُ  فُوُقا أوْ  تَحْتا  معَ  عِينِ غَزالْ

مَهْما  فيها  حُكْمُ  الغازي  طالْ

لن   بمْتَدَّ  لهُ   جذْرٌ   فِيها

وَسيؤولُ   وَدَوْلَتَهُ   لِزوالْ
---------------------------------------
شعر:عاطف ابو بكر/ابو فرح
قرى  قضاء حيفا التي دمَّرها الصهاينة وعددها(٥١):
السواميرُ،وخِربةُ السواميرِ،والسعسعِ،والمنصورةِ،والكسايرِ، وبلدُالشيْخِ والشونةِ،والدامونُ،ولُدُ،والسركسِ،وقمبازِ،والمنارةِ)وعربُ
( ظهْرةِ الضميري، والفقراءِ،والنفيعاتِ،والخضراءِ)،
ووادي عارةَ وعرة السرّيسِ،والمنسيُّ،وقيرةُ،
وكفْرُلامٍ،والغبيّةُ(التحتا،والفوقا)(وعيْنُ غزالٍ،وعينُ حوضٍ،والنغنغيةُ،وياجورُ،
وعتليتُ،والصرفندُ،والسنديانةُ،وأمُّ الشوفِ،وأمُّ الزيناتِ،وأبوزُريقُ،وجبعُ،وبريكةُ،
والبطمياتُ،والجلمةُ،وداليةُالرَوحاءِ،والطنطورةُ،والكفْرينُ،وقيساريةُ،وهوشةُ،
والمزارُ،وكبّارةُ،وقنّيرُ،والطيرةُ،وصبّارينُ،والريحانيةُ،وخُبّيزةُ،وبرةُ  القيساريةُ،
وأبو  شوشةُ ،وإجْزِمْ،،
ملاحظة:بنِبت قبل الميلاد بِ ١٥٠٠ سنه،واحتلّها الصهاينة في نيسان  ١٩٤٨م
وفتحها العرب المسلمون في عهد الفاروق عام ٦٣٣م،وتقع على جبل الكرمل،وأقام
العدو مدينة تل أبيب،ليقلّلْ  من أهمية يافا وحيفا،ورغم ذلك لا زالت حيفا  تنبض
بالحياة،ويسكنها ما يقارب الثلث مليون معظمهم صهاينة وبقيت بها اقلية عربية،
وكان الشيخ القسام  بها أماماً لمسجد الاستقلال،وفيه تشكَّلت خلايا المجاهدين الأولى،
وبعد استشهاده في احراش يعبد،تم دفنه في حيفا٠٠

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق