الخميس، 9 يوليو 2020

د.عماد أسعد/ العربي والكامل

العربي والكامل
---------
أمضيتَ عمركَ بالتّعاسةِ تقتَفِي
طعمَ المذَلّةٍ والدّيارُ خرابُ
وتقولُ أنّ الحظَّ أورثكَ العَنا
والدّارساتُ مع الخرابِ يبابُ
لم تقرأ الأوطانَ حين هدَمتَها
والكلُّ يزأرُ والخطابُ سرابُ
وعزمتَ كلّ رذيلةٍ تلهو بها
أين الكتابُ وهل يطولُ إيابُ
للأرضِ فهي سكينةٌ فأنَس بها
لا تُشعِلنَّ النّارَ كيف تهابُ
من لوثةِ الأذهانِ ضلّلكَ الشّقا
لا ينفعُ العصيانُ فيم تُصابُ
بل فاقتدِي سُنَنَ الوفاءِ لتُربةٍ
أعطتكَ يوماً من جَناها تثابُ
ولِما عزمتَ إلى دياركَ عُصبةً
تغتالُها   وتدوسُها     الأغرابُ
لمّا أتاكَ   العهدُ  أن تحمِي الحِما 
ضاعَ   الولاءُ   وضِيعتِ الأنسابُ
هذي   الدّوارسُ   بالدّماءِ تزيّنَت
والبومُ   ينعقُ  يستجيبُ غرابُ
وتقولُ   أين   مَطيَّتي  وفرِيَتي
والأحجِياتُ   مناهلٌ   وعذابُ 
فمضَيتَ تنهلُ من نقيعِ ثقافةٍ
مِيزانُها    الأهوالُ   والأكعابُ
مُستَنقَعُ   الأفكارِ   يرفِدهُ الخَنا
والماءُ  سلسلُ   والحقولُ رحابُ
مَن قال   أنِّي   بالعروبةِ زاهدٌ
أصنامُها   الأربابُ    والأنصابُ
فهوَ الصّدوقُ   وإن يزودُ عَن القَذى
العُربُ  تركعُ   والذِّئابُ    ذِئابُ
الكلُّ   يحنَثُ   والطّريدةُ مأتمٌ
والكلُّ  أبكمُ    صِنوَهم   كذّابُ
أسَفِي  على مَن ضاعَ حلمهُ في الدّجى
إنّ   الأعاربَ   حَبرهُم  نصّابُ
ما كان   منهم   مَن  يرومُ فضيلةً 
صنماً   ومالاً  يعبدُ   الأعرابُ
---
 دعماد أسعد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق