الأربعاء، 1 يوليو 2020

د. عماد اسعد/صهيل الكلام والكامل

صَهِيلُ الكَلامِ
والكامِل
-------
عَجَبِي تَمرَّغَ مَهجَتِي فتَألَّقا
وتَدلَّلَتهُ الجَارحَاتُ فأرفَقا
وصَبا فأوقَدَ في الإناءِ صَبابةً
مِن غَيهَبِ الرُّكبانِ في وادِي النَّقا
طَهَّرتُ فيها بالوَسامةِ أضلُعِي
فتَطرَّزت تعلُو على عَذبِ الِّلقا
ورحَلتُ في الأفاقِ جِدُّ مُحيَّراً
أجلُو الوفاءَ إلى الغَديرِ فأغدَقا
في طَرفِ عَينِي بالولاءِ إلى الّتي
مِحرابُها زينُ الهدايةِ أبرَقا
فجَنيتُ منها رَمشةً بِتدَلُّلي
بالرِّفقِ منها ما يَلَذُّ مِن السُّقا
إكليلُ هودَجِها القَميرُ لِعَنوَتِي
بِتَصَبُّبِ الألوانِ حينَ ترَقرَقا
هيهاتَ تدنُو إن عزَمتَ رِياضَها
فهيَ السَّناءُ على السَّناءِ تدَفَّقا
كحليةُ العينينِ مِشعلُها الرِّضَى
ما بينَ خَفرِ اللّحظِ يتلُوها النَّقا
إن رُمتَها فهِيَ الحَرِيقَةُ في الجَوى
ومَراكبُ الغُزلانِ موعِدُها استَقا
يا صَهوةَ الأجيادِ في ساحِ الغَضَا
فتوسَّلي إنّ الصَّفاءَ توثَّقا
لو أينعَ الإعصارُ في عَرجُونةٍ
طابَ المَذاقُ من اللِّحاظِ فأنطَقا
كلَّ الظَّلالِ وما يَطُلُّ على الوَرى
ميلادُ عاشِقةٍ يَجُنُّ فأشرَقا
فتعلًّلت أجراسُ آهاتِ الهَوى
مابينَ أجنحةِ الرُّكامِ تَشَقشُقا
مِن كلِّ وردٍ في الوَرودِ براعِمٌ
تُجلِي الضَّمائرَ بالسِّرورِ توَرُّقا
صَبَبُ الهيامِ وبالوجودِ ثرِيدُها
في المائداتِ تعَشعَشَتهُ فأشفَقا
وله الوَرُودُ وماءُ مَديَنَ شاهِداً
زادَ السَّقاءَ على البَصيرةِ رونَقا
إنِّي المَتيَّمُ استمِيحُ ظِلالَهُ
مِن ظِلِّهِ المَيمونِ بان فَحقَّقا
فهُو الحَقِيقُ وبالجَنانِ مُحقَّقاً
مِن عهدِ موسى وابن مَريمَ أنطَقا
هذا وأحمدُ والجميعُ مَدائنٌ
بالعلمِ أخلاقٌ تُنيرُ خلائِقا
ياسائِلي أمَّ القُرى يا ذا القَرى
توبُوا إلى عِلمِ الجَمالِ مِنَ الشَّقا
-----
د عماد أسعد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق