الجمعة، 28 ديسمبر 2018

عَزَفْـــتُ بِأَحْرُفي نَغَــــمَ الحِدادِ أَرى في النَّظْمِ أَسْلِحَةَ الدِّفاعِ***وَفيهِ الحَرْفُ يَهْـــــــــــجُمُ باليَــراعِ يُصيبُ الفاسِدينَ بِرُعْبِ خَوْفٍ***وَيَفْزَعُ مَنْ أَصابَ مِـــنَ الرِّعاعِ لِأَنَّهُ أَبْلَغُ الأدواتِ طَــــــــــعْنا***وَأَقْدَرُها عَلى كَـــشْــــفِ الضِّباعِ يُعَرِّي بِالبَيانِ وَبِالمَعاني***وَيَكْشِفُ ما اخْتَفى خَلْــــفَ القِــــــــناعِ وما النَّظْمُ لِلأَشْــــــعارِ إِلاَّ***سِلاحُ العَــــقْــــــلِ في وَقْـــتِ الدِّفاعِ //// عَزَفْتُ بِأَحْرُفي نَغَمَ الحِدادِ***عَلى وَطَــــنٍ تَـــــــــبَرْقَعَ بِالفـــــسادِ نِظامٌ لا عَدالَةَ تَحْـــــــــتَويهِ***وَشَعْـــــبُ لَمْ يَعِ سُبُـــــــــلَ الرَّشادِ كَاَنَّ ثَقافَةَ الإِذْعانِ أَضْحَتْ***مُلائِمَةً لِمُجْـــــــــــــتَمَعِ الجَــمـــــادِ وَنَحْنُ كما بُرادُ لنا انْبَطَحْنا***وَلَمْ نَقْــــــدِرْ عَلى رَفْــــــعِ الأَيادي نَخافُ مِنَ الهُبوطِ وَنَحْنُ فيه***سَقَـــــــطْنا كالقَــــذارةِ في بِلادي //// أَلا رُدُّوا على المُتسَــــلِّطينا***بِرَدِّ يَكـــــــونُ لَنا مُعــــــــــــــــينا وَكونوا في مَواقِفِكُمْ شِــــداداً***لِوَقْـــــــفِ تَغَــــــوُّلِ العُمَلاءِ فينا فَأَنْتُم لَوْ عَزَمْتُمْ لَاسْتَطَعْـــــــــــتُمْ***مُنازَلَةَ الطُّغاةِ الحاكِمـــــــينا تَكالَبَتِ اللُّصوصُ عَلى بِلادي***وَقَهْـــــــقَرَنا التَّخَوُّفُ أَجْمَعـيـنا وَلَيْسَ لَنا إلى التَّغْييرِ بابٌ***إذا ما الجُــــــــبْنُ شَـــــــلَّ الثَّائِرينـا //// مَدارسُنا تدهْورَ مُـــسْتَواها***تُعَلِّـــمُ ما تَــــــــشاءُ على هَـــواها يَسيرُ بها الفَسادُ إلى كَسادٍ***بِفعْلِ الغِــشِّ إذْ فـــقــــــــدَتْ رُؤاها تَلامِذَةُ المَـدارِسِ في بِلادي***أضاعوا الدَّرْسَ فَهْـماً وَانْتِـــــباها يُعاني جُلُّهُمْ مِنْ سُـــوءِ فِقْهٍ***وَنَقْــــصٍ في العُلومِ وَما تـــــلاها وَهذا في الحَقـــيقَةِ طالَ جِدّاً***فَخَلْخَلَ في الدِّراسَةِ مُحْــــــتواها //// أَرى الأُسْتاذَ يُجْلَدُ بِالهَراوهْ***وَيُعْصَرُ بالتَّسلُّطِ والقـــــــــساوَهْ أَلَيْسَ العُنْفُ جُرْماً وَانْتِهاكاً؟***وَما سَبَبُ التَّصَرُّفِ ِبالــعَداوَهْ؟ رَأَيْتُ هَراوَةَ الأمْنِ اسْـــتَبَدَّتْ***وَحَـــوَّلَتِ الذَّكاءَ إلى غَبــــاوَهْ تُهاجِمُ في الرِّجالِ وفي النِّساءِ***وَتَدْفَعُ بِالحياةِ إلى الــــشّـقاوَهْ وَهذا ما تَسَبَّبَ في اخْتِلالٍ***بِهِ التَّعْليمُ أُسْقِــــطَ في غُشـــــاوَهْ //// كَفى صَمْتاً فقدْ عَظُمَ البلاءُ***وَفَوْقَ رُؤوسِنا انْهارَ البِـــــــناءُ هَرِمْنا في الشُّعوبِ بِفعْلِ جُبْنٍ***فَما سَلِمَ الرِّجالُ وَلا الـنـساءُ كَأَنَّ الشَّعْبَ في وَطني يَتيـــــمٌ***يُروِّضُهُ بِسُلْطَـــــــتِهِ البَغاءُ نُمارِسُ في التَّمَلُّقِ كُلَّ صِنْفٍ***وَهذا الدَّاءُ لَيْـــــــسَ لَهُ دَواءُ أَطاحَ بنا التَّهَرُّبُ في كَمينٍ***نَوائِبُهُ يُلَخِّصُها الشَّــــــــــــقاءُ //// تَراكَمَتِ المَشاكِلُ والقَضايا***وَفي أَوْطانِنا كَثُرَ الضَّـــحايا إدارَتُنا تُقادُ بِلا رَقيبٍ***وَتَنْهَبُ مَنْ تَــــــــشاءُ مِنَ الرَّعايا وَأَمَّا في المَحاكِمِ فَالمَآسي***تَجاوَزَتِ المَـــصائِبَ وَالبَلايا وَفي المُسْتَشْفَياتِ هُناكَ مَرْضى***تُعَدُّ هُمومُهُمْ أُمَّ القَضايا فَسادٌ وانْتِهاكٌ وَاخْتِلاسٌ***أَشاعَ البَغْــــــيَ في كُلِّ الزَّوايا محمد الدبلي الفاطمي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق