طارق المحارب ..
26/9/2020
أعمى الفؤاد ..
أعمى الفؤادِ فهلْ أغناكَ إبصارُ
و القلبُ فيكَ على الأسواءِ بحَّارُ ؟!!
ترجو منَ العينِ نوراً لا صفاءَ بهِ
و لا تُرى فيهِ للإحسانِ آثارُ
كأنَّكَ البُومُ تُهدي للورى أرقاً
و البومُ يكذبُ و الرَّحمنُ يختارُ
أكرمْ بنفسِكَ لا تبرحْ وساوسَها
يا صنوَ إبليسَ و الوسواسُ غدَّارُ
ما زلتَ في الأرضِ تسعى للخرابِ ولمْ
تقعدْ عنِ السُّوءِ و الأيَّامُ أخبارُ
أراكَ تألفُ خلَّاناً تُماثلُهمْ
في الطَّبعِ تدفعُهُ للشَّرِّ أعذارُ
و ما تأثَّرَ منكَ اليومَ ذو ثقةٍ
باللهِ والنَّفسِ في ذا العَيشِ صبَّارُ
قدْ زعزعتكَ سخافاتٌ تجودُ بها
و كمْ تزعزعَ في دنياكَ أشرارُ
و الدَّارُ ليسَتْ بأمثالٍ لكَ ازدهرتْ
بلْ بالخِيارِ وقدْ أقصاكَ أخيارُ
مهما تفانيتَ في الإضرارِ ما كسبتْ
يوما يداكَ ولكنْ تلكَ أقدارُ
مكتوبةٌ قبلَ أنْ تأتي لتمحوَها
و اللهُ حتَّمها واللهُ قهَّارُ
يُردي اللئيمَ ولو في العمرِ أمهلهُ
و سُنَّةُ الخلْقِ قبلَ النَّكبِ إنذارُ
إمَّا تتوبُ و إمَّا فالقَ خاتمةً
تميدُ منْ هَولِها أرضٌ و أمصارُ
حكِّمْ ضميرَكَ أعمى القلبِ مُرتقِباً
يوماً سيأتي و كلُّ الخلْقِ سيَّارُ
لمنتهاهُ و في ذا الأمرِ لا رِيَبٌ
و النَّاسُ كلُّهمُ في العيشِ زوَّارُ
يمضونَ كلُّ فتىً أقصتهُ ساعتُهُ
على دروبٍ لها في الغَيبِ أسفارُ
غرَّتْكَ يا جاهلُ الدُّنيا ببهرُجِها
و قتْ نسيتَ الذي ماكنتَ تختارُ
فالموتُ آتٍ ولو قاومتَهُ بيدٍ
أو رحتَ تجري و بعدَ الجريِ إحضارُ
سلْ كلَّ مرءٍ غدا في التُّربِ مُضطجِعاً
كمْ كانَ فيهِ على التَّخليدِ إصرارُ
فاختارهُ الموتُ ضيفاً لا يُخاورُهُ
و فيهِ منْ خنقِهِ الأنفاسَ آثارُ
و ما حمى المرءَ بُنيانٌ يلوذُ بهِ
في لحظةِ الموتِ أو أخفاهُ دينارُ
طارق موسى المحارب ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق