السبت، 26 سبتمبر 2020

طارق موسى المحارب/أعمى الفؤاد

طارق المحارب ..
26/9/2020

أعمى الفؤاد ..

أعمى الفؤادِ فهلْ أغناكَ إبصارُ
و القلبُ فيكَ على الأسواءِ بحَّارُ ؟!!

ترجو منَ العينِ نوراً لا صفاءَ بهِ
و لا تُرى فيهِ للإحسانِ آثارُ

كأنَّكَ البُومُ تُهدي للورى أرقاً
و البومُ يكذبُ و الرَّحمنُ يختارُ

أكرمْ بنفسِكَ لا تبرحْ وساوسَها
يا صنوَ إبليسَ و الوسواسُ غدَّارُ

ما زلتَ في الأرضِ تسعى للخرابِ ولمْ
تقعدْ عنِ السُّوءِ و الأيَّامُ أخبارُ

أراكَ تألفُ خلَّاناً تُماثلُهمْ
في الطَّبعِ تدفعُهُ للشَّرِّ أعذارُ

و ما تأثَّرَ منكَ اليومَ ذو ثقةٍ
باللهِ والنَّفسِ في ذا العَيشِ صبَّارُ

قدْ زعزعتكَ سخافاتٌ تجودُ بها
و كمْ تزعزعَ في دنياكَ أشرارُ

و الدَّارُ  ليسَتْ  بأمثالٍ  لكَ ازدهرتْ 
         بلْ بالخِيارِ  وقدْ أقصاكَ أخيارُ

مهما تفانيتَ في الإضرارِ ما كسبتْ
              يوما يداكَ  ولكنْ تلكَ أقدارُ

مكتوبةٌ قبلَ أنْ تأتي لتمحوَها
            و اللهُ حتَّمها  واللهُ قهَّارُ

يُردي اللئيمَ ولو في العمرِ أمهلهُ    
         و سُنَّةُ الخلْقِ  قبلَ النَّكبِ إنذارُ

إمَّا تتوبُ و إمَّا فالقَ  خاتمةً 
     تميدُ منْ هَولِها أرضٌ و أمصارُ

حكِّمْ ضميرَكَ أعمى القلبِ مُرتقِباً
      يوماً سيأتي  و كلُّ الخلْقِ سيَّارُ

لمنتهاهُ و في ذا الأمرِ لا رِيَبٌ
           و النَّاسُ كلُّهمُ في العيشِ زوَّارُ

يمضونَ  كلُّ فتىً أقصتهُ ساعتُهُ
          على دروبٍ لها في الغَيبِ أسفارُ
 
غرَّتْكَ يا جاهلُ الدُّنيا ببهرُجِها
         و قتْ نسيتَ الذي ماكنتَ تختارُ

فالموتُ آتٍ ولو قاومتَهُ بيدٍ 
    أو رحتَ تجري و بعدَ الجريِ إحضارُ

سلْ كلَّ مرءٍ غدا في التُّربِ مُضطجِعاً  
          كمْ كانَ فيهِ على التَّخليدِ إصرارُ

فاختارهُ الموتُ ضيفاً لا يُخاورُهُ
        و فيهِ منْ خنقِهِ  الأنفاسَ آثارُ

و ما حمى المرءَ بُنيانٌ يلوذُ بهِ  
          في لحظةِ الموتِ أو أخفاهُ دينارُ

طارق موسى المحارب ..

بقلمي ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق