الاثنين، 28 يونيو 2021

بومدين جلالي/اسئلة الفارس الجريح

أسْئلةُ الفارسِ الجَريح ...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رَكبْتُ الضّبابَ، ركبْتُ الْبُكاءَ،**ركبْتُ السّراب، ركبْتُ الرّجاءَ
ركبْتُ جُنونـــي وكلَّ شُجونــي ** وما لِلضّياعِ يَســـوقُ الشِّفاءَ
ركبْت بِلُطْفٍ تَخاريفَ وَهْمي ** ورُحْتُ بِعُنْفٍ أنادي السّمـــاءَ
بَحَثْتُ عَنِ الرُّوح بيْنَ الْأماسي ** رَسَمْتُ الثّواني تَشُقُّ الْبَقــاءَ
وسِرْتُ بِصَهْدِ الصّحارَى طويلاً**إلى أنْ ظنَنْتُ الْعواصِفَ ماءَ
كتَمْتُ كُلومــي وعِشْتُ أداري ** مَساراً يُحيـلُ الكلامَ رِثـــاءَ
تَحَنّطَ فخْري، تَقلّصَ شَأني، ** ذَبُلْتُ، فباتَ الْقريضُ هِجــاءَ
تَجَسَّمَ حُزْني فزالَ التّعالي ** وصِرْتُ بِسَيْري الْأليمِ غُثــاءَ
أنا وَاحةٌ تَخْتَفي في رِمالٍ**وتَرْوي الْجَوَى والنّوَى والشّقاءَ
أنا فارسٌ فَرَّ منْذُ عُهودٍ، ** وما شاءَ ذا، إنَّما الْجرْحُ شـاءَ
وإنِّي أعاني وأسْألُ دَوْماً : ** أمَــا آنَ لي أنْ أجِلَّ الْإباءَ؟!
أمَـــا آنَ لي أنْ أعودَ لِأمِّي ** لعَلّ بِهــا في الْفَواجِعِ داءَ؟!
أمَا آنَ لي أنْ أراجِعَ جرْحي**وأقْهَرَ قهْري وأحْيَا الْفِداءَ؟!
أمَـا آنَ لي أنْ أعِدَّ صُفُوفي**لِتَغْرِسَ في مُبْتغاها الضّياءَ؟!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم : بومدين جلالي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق