السبت، 19 يونيو 2021

أ.هدى مصلح النواجحة/ دراسة نقدية لقصيدة الشاعر يوسف أبو شادي

الدلالات الجمالية في قصيدة الشاعر يوسف أبو شادي
بعنوان غابة الحملان
قرلءة للاستاذة /هدى مصلح النواجحة
غابةُ الحملان
جاءتْ لغابتِنا السَّليبةِ
بعضُ حملانٍ على أطرافِها
كانوا بعزٍ
في روابِينا البديعةِ يمرحونْ
وكأنَّهمْ ناموا بأحضانِ المُدلَّلِ يحلمونْ
إذ قالَ قائلهمْ تعالوا رُبَّما
نلقي أمانًا عندَ أبناءِ الذِّئابِ ورُبَّما
كانوا إذا جِئْنا إليهمْ خاضعينَ تعفَّفوا
أنْ يأكلوا لحمَ الخرافِ فإنَّهمْ
لا للضَّعيفِ بضعْفِهِ يتصيَّدونَ
ويذبحونَ ويأكلونْ
أو للنِّعاجِ وثديهنَّ
ولحمِهنَّ وحُسنِهنَّ
لمتعةٍ يتحرشونْ
أو رُبَّما وجدوا لعدلٍ مثلهُ
يتعلَّمونَ ويهتدونْ
قالَ الذي يَفتي لوجهِ إلههِ
وإلهُهُ بالبيتِ الابيضِ قد أضاعَ
القدسَ والجولانَ والأوطانَ والإنسانْ
: أنا لا ألومُ مَنْ استعانَ بِمَنْ دعونا
أنْ يُشتِّتَ شملهمْ
ما دامَ فينا من يُشتِّتُ شملَنا
أولمْ تروا أطفالَنا ونساءَنا وشيوخَنا
صوبَ الخيامِ بكُلِّ واديٍ ينزحونْ
ولقبلةٍ أُخرى غدوا
للهِ فيها يركعونَ ويسجدونْ

قالوا أخانا يا أبانا
قد أرادَ هلاكَنا
وأقامَ ثأرًا عن حُسينٍ بيننا
وحُسينُ منَّا, بلْ نراهُ حبيبَنا
ما كانَ فينا مَنْ أرادَ قِتالَهُ أو قَتلَهُ
فالعنْ لِمَنْ قتلَ المُبجَّلَ ربَّنا
قسمًا بمنْ رفعَ السَّماءَ لَقتْلُهُ
ما زالَ يُوجعُ قلبَنا قالَ الذي يَفتي لوجهِ إلهِهِ
: فتوكَّلوا وامضوا لأبناءِ العمومةِ
للحمايةِ بالجبايةِ طالبينْ
ولتعلموا أنْ للضَّرورةِ حُكمها
ما دامَ فينا إنْ قَبِلْنا أو أبينا
رافضونَ وراغبونْ
وتوقَّفوا وسطَ الطَّريقِ
بحكمةٍ يتفكَّرونْ
إذ قالَ قائلهمْ: خَسِئْتمْ
هلْ رأيتمْ ذاتَ يومٍ
للأسودِ وللذِّئابِ وللضِّباعِ
بأيِّ غابٍ, أيِّ وادٍ
غيرَ حملانٍ, وغزلانٍ
وكلِّ ضعيفِ يبدو آكلونْ
قالَ الذي قرأَ الكتابَ
وكانَ ذا علمٍ بهِ
: أفلا بعينِ القلبِ فيكمْ تُبصرونَ
وتعقلونْ؟
يا إخوتي
!! عجبًا لِمَنْ كانوا بدينٍ واحدٍ
وتفرَّقوا, وتقاتلوا, وتعاونوا

معَ منْ يقولُ بوجهِهِمْ
فرِّقْ تَسُدْ
. يا إخوتي
لا تطلبوا من جارِ سوءٍ قوةً
ما دامَ يطلُبُ مِنْ ثرائكمِ المَددْ
وهل الثَّراءُ بأرضكمْ يُنجِي سوى
إنْ كانَ في العضُدِ العضُدْ
لا تأمنوا جارًا قريبًا
أو بعيدًا إخوتي
فالجارُ لنْ يحميكَ إلّا
مِنْ عدوٍّ واحدٍ لكليكُما
, وإذا انتهى؛
يغدو إليكَ مُعادياً وبقلبِهِ
ما قد تبقى مِنْ حَسَدْ

 فلتعلموا يا أُمَّتي 

من ثُلَّةِ الحملانِ
 إذ صرنا زَبَدْ 

إنَّ الذي طلبَ الأمانَ 
جوارَ أنيابِ الأسدْ 

سيكونْ أولَ من أُكلْ
 إنْ جاعَ إذ ربطوا
 لأعناقِ الخرافِ
 بألفِ حبلٍ
 مِنْ مَسَدْ

 يوسف أبو شادي
الدلالات الجمالية في قصيدة الشاعر يوسف أبو شادي
بعنوان غابة الحملان 
وظف الأديب نهجاً حديثاً في قصيدته
التي استعار من القصة كلَّ مقوماتها وضمنها قصيدة التفعيلة .والتي أوسمها بالحداثة فهي متضمة للرمزية. وقد جعل لقصيدته عنواناُ ألقاُ (غابة الحملان) فما الدلالة اللغوية للعنوان الذي تصدرالقصيدة ؟ 
وقبل أن نجيب على هذا السؤال لابد أن نعود للعنوان . فالعنوان عتبة النص ويوحي للقارئ ما هو آت . فالعنوان المعرف بالأضافة لازال يحمل الإبهام إلى أن تفك القصيدة طلاسمه وهذا يظهر قيمة الترابط بينهما . فالغابة حيث المكان الخالي من البشر لا يتمتع بالبقاء فيه ؛إلا الحيوانات. وفد أسعفنا الشاعر بالتعريف فقد جعل الغابة للحملان وهي صغار الخراف . ولكن هل تعيش الحملان دون مساعدة اوحماية على نمطية المعيشة في الغابة التي لها مجموعة من الدلالات ؟ فهي تعني الأشجار الملتفة الضخمة المورفة والماء المتجمع والحيوانات المفترسة وغيرها علاوة على خلوها من البشر. لأننا سنعالج العنوان الذي طوعه الشاعر ليتمكن من سياق قصته بما حوت من هدف ومراد للشاعر .
علاقة القصة بالعنوان ؟إذن 
يدلل الشاعر على قدوم الحملان من مكان مجهول لم يعرفه  إلى أطراف غابتهم ,ويصف الحملان بأنهم كانوا بعز وهذا تحميل من بدع الشاعر فهو يعني أنها كانت تعيش الأمان حيث الكلأ. فالعز لا يُرى ولكن تُرى آثاره .
كما ورد على لسان الشاعر صراحةً . 

في روابِينا البديعةِ يمرحونْ 
وكأنَّهمْ ناموا بأحضانِ المُدلَّلِ يحلمونْ 
وهنا تبدأ القصة
لابد لأي مجموعة من شخصية  تقودها وهذه سنة الله في خلقه ليستمر البقاء والأمان والحماية وعمارة الأرض .فهل كان مستشار المجموعة عاقلاً؟ والذي أطلق عليه الشاغر (قائلهم )فقد اقترح في مباشرة القول مستنهضاً باقي القطيع من خلال مشورته أن يزجوا بأنفسهم عند أبناء الذئاب ,وهم في حالة الانبطاح والضعف والخضوع وفقدان هيبة الكلمة والقرار علهم يجدون الأمان ولم يستند على ما يطمئن ؛ فقد أكثر في توارد الألفاظ التي تفيد ذلك وتدلل على هزيمة الذات وضياع الثقة . لكن ما يحيرني إذا كانت الحملان في أمان ما الذي يجعل قائلها يقترح عليهم بهذه المشورة السوداء ؟ وما هي المستجدات التي طرأت على حياتهم وقد أخفاها الشاعر ؟ولعل السياق أوجع في قوله:
(ويذبحونَ ويأكلونْ 
أو للنِّعاجِ وثديهنَّ 
  ولحمِهنَّ وحُسنِهنَّ 
لمتعةٍ يتحرشونْ) 
 وهذا مرفوض لأن أي حر يموتُ دون عرضه ,ولنرى الشاعر ماذا يقول في قصيدته:
إذ قالَ قائلهمْ تعالوا رُبَّما 
نلقي أمانًا عندَ أبناءِ الذِّئابِ ورُبَّما 
كانوا إذا جِئْنا إليهمْ خاضعينَ تعفَّفوا 
أنْ يأكلوا لحمَ الخرافِ فإنَّهمْ 
لا للضَّعيفِ بضعْفِهِ يتصيَّدونَ
 ويذبحونَ ويأكلونْ 
أو للنِّعاجِ وثديهنَّ 
  
ولحمِهنَّ وحُسنِهنَّ 
لمتعةٍ يتحرشونْ
 أو رُبَّما وجدوا لعدلٍ مثلهُ 
يتعلَّمونَ ويهتدونْ
ورأي ثاني لقائل منهم في المقطوعة الثالثة ,وهو الذي يفتي لا لمصلحة المجموعة ولكن لمصلحتة الخاصة ,يتقرب بها لذوي القوة على حساب الوطن والمواطن هو يلبس هنا ثوب العار والمهانة .والإشارة ضعيفة فنياً لأن الشاعر لم ينتظر على الرمزية أن تحقق بلاغتها وهدفها بل بادر في التوضيح , بل تمادى فيه فقد كان عليه أن يترك الفرصة أمام المتلقي يعاضد فكرته ويساند رأيه  :

 قالَ الذي يَفتي لوجهِ إلههِ
 وإلهُهُ بالبيتِ الابيضِ قد أضاعَ 
القدسَ والجولانَ والأوطانَ والإنسانْ
: أنا لا ألومُ مَنْ استعانَ بِمَنْ دعونا 
أنْ يُشتِّتَ شملهمْ 
ما دامَ فينا من يُشتِّتُ شملَنا
 أولمْ تروا أطفالَنا ونساءَنا وشيوخَنا
 صوبَ الخيامِ بكُلِّ واديٍ ينزحونْ
 ولقبلةٍ أُخرى غدوا 
للهِ فيها يركعونَ ويسجدونْ

أما في المقطوعة الرابعة , يعلول صوت الجماعة إذ يرفضون صوت المفرد الخانع فيشتكون أخاهم لأبيهم لسببين الأول لأنه يدعوهم للاستسلام ,والثاني لأنه
يستثير نعرة الجاهلية والفرقة والتحيز بالتلميح إلى حادثة كربلاء وقتل الحسين كان عليهم لأخذ العبرة من مقتل الحسين لا إثارة فتن ماضية تفت في عضد الوحدة .والحدث الأشد مرارة وما يدلل على التراخي والاستهانة بقدراتهم فهو يدعوهم للاستعانة صاغرين بأبناء العمومة . (ما حك جلدك مثلَ ظفرك فتولى أمر نفسك ). ويعلل السبب بقوله أن للضرورة أحكامها. (ولتعلموا أنْ للضَّرورة حُكمها)اقرأ قول الشاعر:

 قالوا أخانا يا أبانا 
قد أرادَ هلاكَنا 
وأقامَ ثأرًا عن حُسينٍ بيننا
 وحُسينُ منَّا, بلْ نراهُ حبيبَنا 
ما كانَ فينا مَنْ أرادَ قِتالَهُ أو قَتلَهُ
 فالعنْ لِمَنْ قتلَ المُبجَّلَ ربَّنا 
قسمًا بمنْ رفعَ السَّماءَ لَقتْلُهُ 
ما زالَ يُوجعُ قلبَنا قالَ الذي يَفتي لوجهِ إلهِهِ
: فتوكَّلوا وامضوا لأبناءِ العمومةِ 
للحمايةِ بالجبايةِ طالبينْ
 ولتعلموا أنْ للضَّرورة حُكمها
 ما دامَ فينا إنْ قَبِلْنا أو أبينا 
رافضونَ وراغبونْ 
 إذاً في الفقرة الخامسة ما يدلل على انجراف المجموعة وشروعهم في تنفيذ الآراء ووجهات النظر والمقترحات الفردية الخاطئة في قوله: (وتوقَّفوا وسطَ الطَّريقِ) , لكن هذا التوقف للتدبر والتعقل والمشورة (بحكمةٍ يتفكَّرونْ )والآن يأتي دور التفكر واستدراك الخطـأ فيما ساقوا من آراء ودللوا على خطأ الطرح والقرارات جميعها,كما ساق الشاعر: (هلْ رأيتمْ ذاتَ يوم
للأسودِ وللذِّئابِ وللضِّباعِ
 بأيِّ غابٍ, أيِّ وادٍ 
غيرَ حملانٍ, وغزلانٍ
 وكلِّ ضعيفِ يبدو آكلونْ)
وتتوالى الأفكار النيرة والحكم والنصح والإرشار

 يا إخوتي
!! عجبًا لِمَنْ كانوا بدينٍ واحدٍ 
وتفرَّقوا, وتقاتلوا, وتعاونوا

 معَ منْ يقولُ بوجهِهِمْ 
فرِّقْ تَسُدْ
. يا إخوتي
 لا تطلبوا من جارِ سوءٍ قوةً 
ما دامَ يطلُبُ مِنْ ثرائكمِ المَددْ
 وهل الثَّراءُ بأرضكمْ يُنجِي سوى
 إنْ كانَ في العضُدِ العضُدْ 
لا تأمنوا جارًا قريبًا 
أو بعيدًا إخوتي
 فالجارُ لنْ يحميكَ إلّا
 مِنْ عدوٍّ واحدٍ لكليكُما
, وإذا انتهى؛
 يغدو إليكَ مُعادياً وبقلبِهِ 
ما قد تبقى مِنْ حَسَدْ
وفي المقطع السادس والأخير يتوجه الشاعر صراحة لأبناء شعبه يذكرهم بالقرابة بينهم  وبحقوقهم على بعضهم وواجباتهم ويدعوهم لأخذ العبرة والموعظة من قصة  الحملان وليحذر أهله من الشخصيات المتقاعصة والخائنة مهما كانت درجة القرابة فيقول

. يا إخوتي
 لا تطلبوا من جارِ سوءٍ قوةً 
ما دامَ يطلُبُ مِنْ ثرائكمِ المَددْ
 وهل الثَّراءُ بأرضكمْ يُنجِي سوى
 إنْ كانَ في العضُدِ العضُدْ 
لا تأمنوا جارًا قريبًا 
أو بعيدًا إخوتي
 فالجارُ لنْ يحميكَ إلّا
 مِنْ عدوٍّ واحدٍ لكليكُما
, وإذا انتهى؛
 يغدو إليكَ مُعادياً وبقلبِهِ 
ما قد تبقى مِنْ حَسَدْ

 فلتعلموا يا أُمَّتي 

من ثُلَّةِ الحملانِ
 إذ صرنا زَبَدْ 

إنَّ الذي طلبَ الأمانَ 
جوارَ أنيابِ الأسدْ 

سيكونْ أولَ من أُكلْ
 إنْ جاعَ إذ ربطوا
 لأعناقِ الخرافِ
 بألفِ حبلٍ
 مِنْ مَسَدْ

 وجد الشاعر ضالته المنشودة في إصدار ما بداخله من نقد حكيم وحليم فابتعد عن المباشرة التي قد لا يصل خطابه آذان الناس. فوظف القصة لما تكتنز من مشوقات ومميزات تجعلها الأقرب للاستحواذ عل تفاعل المتلقي .
وردت القصة متكاملة بجميع عناصرها.وهي :الزمان وقد جعله الشاعر مفتوحاً وجعل بدايه حضور الحملان لأطراف القريه ثم شبع الزمان بالأحداث التي فهمناها ضمناُ وبق الزمن مفتوحاًلأن القصة لم تنته ولم يتغير الواقع.
المكان لم يتغير واستغرقته غابة الحملان كمسرح يماثل الحياة والتجربة للموعظة والاستفادة .
الشخصيات  شخصيات فردية تدلي بآرائها ولم يبرز الكاتب السبب غير أننا فهمنا من خلال الحوار الوارد في النص فالشخصية الأولى التي أشارت بالذهاب والتسليم للذئاب ( إذ قالَ قائلهمْ تعالوا رُبَّما 
نلقي أمانًا عندَ أبناءِ الذِّئابِ)والشخصية الثانية هو من رأى أن الخير في مهادنة امريكا والسير في ركبها وقد أطلق غليه الشاعر لقب قائلهم من باب الاستهزاء وهو القائل
 (قالَ الذي يَفتي لوجهِ إلههِ
 وإلهُهُ بالبيتِ الابيضِ قد أضاعَ 
القدسَ والجولانَ والأوطانَ والإنسانْ)
الشخصية الثالثة هي شخصية القائل أن الحيواتات الضعيفة لا حياة لها عند الحيوانات المفترسة فهي أشهى طعام لها.
 (إذ قالَ قائلهمْ: خَسِئْتمْ 
هلْ رأيتمْ ذاتَ يومٍ 
للأسودِ وللذِّئابِ وللضِّباعِ
 بأيِّ غابٍ, أيِّ وادٍ 
غيرَ حملانٍ, وغزلانٍ
 وكلِّ ضعيفِ يبدو آكلونْ)
والشخصية الرابعة هي شخصية من قرأ كتاب الله وتمعن فيه فقد رأى ضرورة الوحدة والضعف مذلة والدين واحد فلم الفرقة ؟ولذلك يجب إعادة النظر في منهج حياتهم للتغلب على ما هم فيه .وتظهر الشخصيات الثانوية وهي أصواتٌ للمجموعة ليكتمل بهم الحدث.
 
رابعاً :- الحبكة وجدنا أن أحداث القصة اجتمعت بكل تقلباتها وتداخلاتها لتشكل حبكة القصة التي تضمنت أيضاً الصراع بين الشخصيات وأدوارها وردود أفعالها .أما الآن فقد تلحف الشاعر بدور الراوي المحايد الذي أخذ على عاتقه رواية القصة ليستثير القارئ فيتابع مغزى النص, فكانت اللغة السردية لغة أدبية شعرية راقية .
وأخيراً يأتي الحل منهم وهو ضرورة الاعتماد على النفس والوحدة ونبذ الفرقة والغوص في أحداث كانت سبباً في إضعاف الأمة وهزيمتها أمام أعدائها
من حداثيات اللغة عند الشاعر توظيف التضمين فقد ضمن من القرآن الكريم فقال على المعنى : (إذ قالَ قائلهمْ )ووالله عز وجلي قول في سورة يوسف (.آية 10 ) قال قائلٌ منهم
 -قالوا أخانا يا أبانا وفي سورة يوسف يقول الحق عزوجل من شورة يوسف الآية 11(قالوا يا أبانا) التشابه في الأسلوب مع اختلاف الهدف من القول .
وهذا يدلل على مدى تأثر الشاعر بالقرآن الكريم .
ضمن الشاعر في قصيدته الحدث التاريخي لمقتل الإمام الحسين كرمه الله وليربط بحال فتنة الأمة الإسلامية وتمزقها إلى فرق متناحرة.
وكيف هزمت دولنا العربية في نكسة حزيران 1967وضاعت القدس والضفة وقطاع غزة وسيناء وهضبة الجولان وأصبحت كلها بيد اليهود .واصفاً مآسي النزوح على شعوبنا.  
كذلك يضمن المثل السائر في قوله (ولتعلموا أنْ للضَّرورة حُكمها)

كما تنوعت الأساليب التي تضمنها النص وهذا يرفع من قيمة القصيدة الأدبية ويزيد من جمال نسيجها 
(جاءت لغابتنا السليبة)  أسلوب سردي افتتاحي ممتع مضيء لما يرد بعده. 
(كأنَّهمْ ناموا بأحضانِ المُدلَّلِ يحلمونْ ) أسلوب وصفي يفيد التمثيل.
(تعالوا رُبَّما) والقصيدة تعج بالأساليب أتركها للمتلقي لتذوقها , 
نلقي أمانًا عندَ أبناءِ الذِّئابِ ورُبَّما 
كانوا إذا جِئْنا إليهمْ خاضعينَ تعفَّفوا ) مجموعة أساليب متشابكة فمن الأسلوب الطلبي المشوب بالشك  وعدم اليقين في (ربما )ومرة ثانية جاء مصحوباً بالشرط .(ربما إذا) وهكذا فالنص زاخر بالأساليب المعززة للنص الشعري
أما الصور الجمالية فهي لم تبعد عن المباشرة والوصف وقد حوت بعضاً من العمق الرمزي التي توحي به القصة في الشعر . 
أمتلأت القصيدة بالأشارات والإيحاءات تجعل القارئ يلاحق التصور الذهني الجمالي للمكان وهو الغابة وكيف تحولت الغابة إلى مكان خلا من الهدوء والراحة مما دفع الحملان للتشاور في مصيرهم .
أخذت القصة أسلوباً قصصياً , فقد وردت أفعال الحدث في الماضي مثل ( جاءت ,كانوا بعز ,ناموا ,قال, تعالوا ,قد أراد , وتوقفوا  .. الخ) أما الأفعال المضارعة الوصفية فقد جاءت من خلال وصف الحدث الماضي , فهي منبثقة منه .وقد وظف الشاعر أفعالاً مضارعة مسبوقة بلا وهي تفيد الحالية والمستقبلية فالنهي صالحٌ لكل زمانٍ ومكان ,مثل (لا تأمنوا جاراً قريباً أو بعيداً اخوتي),لا تطلبوا من جار سوء قوةً, وقد ورد فع واحد في المستقبل وهو سيكون فهو يشير إلى نتائج عملهم. 
القصيدة غنية بالنصائح والتوجهات الإيجابية وقد كان الشاعر ميالً للمصارحة ِوآمل أن يستفيد الناس مما حدث لغابة الحملان  .لكن لماذا لم يسميها الشاعر بغابة الخراف لأن الخراف تجمع بين أعمار مختلفة وقد نجد حكمة الكبار . لأن الصغار لا يدركون الحكمة ولا تدبير الأمر  .وظف الشاعر تفعيلة البحر الكامل وهو بحر مناسب لإلهاب الهمم  ومخاطبة الجماهير .
وقد ازدانا بموسيقاها الداخلية لاتساق الألفاظ الواردة ,والتكرار في بعض العبارات .لذلك تعتبر القصيدة من شعر الحداثة 
 وفي الختام أتمنى التوفيق والعطاء المستمر للشاعر .
أستاذة / هدى مصلح النواجحة 
الأربعاء 16 يونيو 2021

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق